23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

لم تجلب لهم الحكومات المتعاقبة سوى القتل والدمار والتشريد,ونهب مدخرات البلد,واستنزاف خيراته,الذين يدعون الحرص على العراق من علمانيين ورجال دين يعملون لأجل مصالحهم الخاصة,بينما الشعب يعيش في فقر شديد,غير قادر على الايفاء بمتطلبات الحياة الرئيسية.
من يتصدرون المشهد,اوهموا الشعب بان البلد خرج من الفصل السابع(اصبح مستقلا وسيد امره),لكنهم في حقيقة الامر كبلوه باتفاقيات مخجلة ومذلة سرية وعلنية مع الاطراف الاجنبية صاحبة المصلحة في استمرار الاوضاع المزرية,والحجة القضاء على تنظيم داعش الارهابي (فزاعة),الذي انشأه الغرب لتدمير بلداننا العربية والإسلامية,وبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد,متبعين في ذلك سياسة فرّق تسدْ.
اصبح البلد ساحة للصراعات الاقليمية والدولية,تقام بها القواعد العسكرية,تخزن بها اخطر انواع الاسلحة(كيماوية وجرثومية,وأخرى تحمل اليوارنيوم المنضب-ظهر ذلك واضحا وجليا من خلال التشوهات التي اصابت الاجنة,وأمراض السرطان),يزورها قادة ميدانيون وساسة اجانب يسرحون ويمرحون,لم يكلفوا انفسهم ابلاغ السلطات العراقية بذلك؟ يعتبرون انفسهم ليسوا ضيوفا لإبلاغ المضيف,فالذين يتصدرون المشهد السياسي كانوا بالأمس يتهافتون على العواصم الغربية والإقليمية لأجل تدمير البلد,اي انهم خونة وبكل معنى الكلمة,والخائن لا تهمه مصلحة شعبه,لقد تعود هؤلاء المرتزقة على طأطأة الرؤوس وتنفيذ اوامر اسيادهم بحرفية منقطعة النظير(اوطانهم بطونهم).
المحاصصة الطائفية لم ولن تبني بلد,لم يتعظوا بما حدث لأوروبا بالقرون الوسطى حيث طغت(الطبقة الدينية) ونكلت بالعلماء فكانت قرونا مظلمة,العلمانية والخروج من عباءة الدين لن يجدي نفعا,فالعلمانية تقتل في النفس مكارم الاخلاق وحب الاخرين,الحياة بلا دين اشبه بقطيع الحيوانات غير المتجانس يأكل بعضه بعضا عند الحاجة,هكذا يريدوننا قطيعا يقودوننا حيثما يشاءون وبالتأكيد الى السلخانة,هذا وللأسف ما تشهده بلداننا التي ابتليت بالربيع العربي,انه وبالا على شعوبنا الطيبة البسيطة.
المتصدرون المشهد لم يخجلوا من انفسهم,لقد ازكمت رائحتهم النتنة الأنوف(السلب والنهب والصفاقات المشبوهة),لم يؤسسوا لجيش وطني وقوة امن تحفظ الكيان الذي يدعون الحرص عليه,استطاع تنظيم داعش الارهابي السيطرة على اكثر من ثلثي البلد في بضع سويعات,التنظيم حينها اصبح على تخوم العاصمة, ظل الساسة رهن الاقامة الجبرية بالمنطقة الخضراء الى ان فك التحالف الغربي اسرهم,ونجدهم بعد ذلك يتحدثون عن بناء الدولة والاستقلال,حقا انهم سفهاء القوم ابتليت العراق بهم,مصيرهم الى زوال.
لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى,المنطقة الخضراء,لم تعد امنة لهم,لم يعد امام الجماهير الكثير لتخسره,عليها الاحتشاد في ساحة التحرير بالعاصمة وبقية الساحات بمختلف المناطق,وتشكل تسونامي,ينبذ الطائفية والعرقية,ويجرف الاصنام من قصورها(جحورها),ويعيد للبلد هيبته وللمواطن كرامته,التي مرغت في التراب على مدى الاعوام الماضية.
العراقيون ينتفضون على الطبقة الحاكمة التي اثرت في زمن قياسي ودخلت عالم السياسة من اوسخ ابوابه,ولطخت اياديها بدماء الشعب الذي انخدع بوعودهم المزيفة له,الديمقراطية المزعومة لم تجلب لهم سوى الدمار,اما حرية الرأي والتعبير,فهي في احسن الاحوال تجرهم خلف القضبان,او جثث تطفوا على نهر الفرات(حيث تتحلل وتصبح بترولا) الذي اوشك على الجفاف,بسبب السدود التي اقامتها الدولة التركية ولم تحترم نصيب العراق,كيف لبلد ان يحترم وساسته يتصارعون على السلطة,يتقاسمون المغانم,ويرقصون على جثث الابرياء,للباطل جولة وللحق جولات.