السيستاني الذي لم يخاطب المجتمع العراقي أبداً ولم يسمع له صوت رغم ما جرى من أحداث وأزمات وسفك للدماء وقلاقل وفتن يشيب لها الولدان والسبب أنه لا يجد ضرورة لذلك ولا استحقاق للمجتمع يتطلب ذلك وكذا لو ظهر ونطق ستسقط هيبته المصطنعة في نفوس المغرر بهم باسم الدين والمرجعية , واليوم يؤكد نهجه وسيرته لكن ليس بصوته وظهوره بل بالنيابة عنه والمصرح باسمه كوبيش الممثل للأمين العام للأمم المتحدة في العراق هذه الأمم التي لم يرَ منها العراق الا لقلقة لسان وكما يقول المثل (بس دخانهم يعمي) لأنها محكومة ومقيدة ومقنن ضمن ضوابط وتعليمات وتحت هيبة وسطوة وأجندات واستراتيجية أميركا , قال كوبيش بعد لقاءه بالسيستاني الهارب بعد أن ورط العراق وشعبه بزمرة وشلة وعصابة للفساد , قال ( ان المرجعية الدينية اكدت انها ستتدخل بقوة في العملية السياسية اذا وجدت ضرورة لذلك ، مشددة على دعمها للعراقيين بكل مكوناتهم لمحاربة داعش ووجوب توحد العراقيين بكل طوائفهم …)!!
أذا وجدت ضرورة للتدخل فأنها ستتدخل في العملية السياسية ! ومفهوم هذا الكلام أنها لحد اللحظة لم تجد ضرورة لذلك وعليه فأنها لا ولم تتدخل !! وهنا نسأل كل عاقل وكل غيور ونسأل حتى العجوز في الصحراء ونسأل والأطفال والنساء ونسأل الأيتام والفقراء ونسأل المشردين والنازحين ونسأل المثقفين والعلماء ونسأل الطير والحجر ونسأل الأموات والأحياء ونسأل الملحد والموحد ونسأل الشجر والانعام هل وضع العراق الآن لا يحتاج ولا ضرورة تدعي الى تدخل من يجد صدقاً وفعلاً أنه سينقذه ويخلصه من الذي فيه ؟ الجواب كلا وألف كلا ومليون ومليار وترليون كلا ! فلماذا ولماذا ولماذا والف لماذا فقط وفقط السيستاني لا يرى ولا يجد ضرورة لذلك ؟! عجباً العراق يغرق بالفساد والدماء والسيستاني لا يجد ضرورة للتدخل ؟! وهنا نطرح سؤال هل السيستاني صادق فعلاً ويقصد فعلاً ما يقول وهل يعني هذا أنه يرى كل ما يجري من ويل ودمار وانهيار ودماء وفساد وفتن وبدع على أنها خير وصلاح وأمن وأمان ! وأن قيل أنه يرى العكس يرد السؤال لماذا لا يتدخل وينقذ نفسه من حديث اللعنة (ذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي فَعَلَى الْعَالِمِ أَنْ يُظْهِرَ عَلِمَهُ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) ولماذا يبخل على العراق والعراقيين بحلوله ووبما أوتي من فضل و حكمة والله تعالى يقول (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..)!! أم انه لم يطلع على هذه الآية المباركة وأما أنه لم يفهم فحواها وتفسيرها ومفهوم الفضل العام !! أليس مسؤولية السيستاني الآن أهم وأولى ومضاعفة عليه لأنه هو من تسبب وساهم في الوضع المأساوي منذ 2003 !!
أم أن في الأمر تمهيد وترويج لتدخل السيستاني في لحظة ما , هذه اللحظة مرهونة بتغير موازين القوى وترجيح طرف على طرف من الأطراف المتصارعة المتناطحة في الساحة العراقية وعلاقتها بالعملية السياسية وتدخلات دول العالم ودول الإقليم الشرقي والغربي وأنه منتظر ما يمليه عليه ويريده الأقوى , وهذا ما أشار اليه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بوصفه لحال ومنهج وسيرة وتاريخ مرجعية السيستاني في جواب له على استفتاء يخص الوضع المأساوي الذي يمر به العراق بعنوان (أميركا والسعودية وإيران….صراع في العراق)
(أما اتفاق السيستاني معهم فلأن وظيفته لا تتعدى ذلك، أي لا تتعدى مطابقة وشَرْعَنة ما يريدُه الأقوى، فكيف اذا كانت الأطراف المتصارعة كلها قد اتفقت على أمر معين؟! ….)