14 ديسمبر، 2024 12:07 ص

العراق يراقب من سيحكم سوريا ؟

العراق يراقب من سيحكم سوريا ؟

قد لا تكون الأوضاع بهذه السهولة في سوريا فقد ترك الأسد بلدا مقطعا مفكك متناحر تتنازعه مجاميع متعددة منها غير سورية على كعكة السلطة ، حيث الذي أسقط حلب وقادة التغيير كانت “هيئة تحرير الشام” والتي تعرف سابقا باسم جبهة النصرة بلاد الشام الأرهابية التابعة تنظيم القاعدة بقيادة الجولاني برعاية النفوذ التركي  

فيما القوة التي دخلت العاصمة دمشق هي فرقة صغيرة من بقايا “الجيش الحر” وهي عبارة عن مجموعات من المعارضة المختلفة التي من ضمنها المنشقين والمجاميع المتطرفة المتشددة التي تشكلت ضد حكم الأسد في نهاية 2011

كما أن الذي قام بتأمين الحدود مع العراق هو تنظيم  “قسد” ذو غالبية الكردية والمتعدد الأعراق والاديان  في منطقة النفوذ الأمريكي 

و انضمت القوات الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة العازلة التي أمتدت إلى داخل العمق السوري  مؤخرًا 

وحقيقة المشهد السوري معقدة جدا خصوصا بعد ظهور الجولاني وهو يسيطر على مجريات الأحداث السياسية في دمشق  ضاربا جميع الفصائل المعارضة عرض الحائط التي أسقطت نظام الأسد وهذا مؤشر خطير على خطورة الأوضاع المستقبلة في المنطقة 

ويبدو ان المقدر لدمشق انها ستعيش التجربة ليبية  نتيجة تعدد الجبهات المعارضة وانهيار المؤسسة السياسية والعسكرية وصراع القوى الفاعلة الخارجية في صناعة المحتوى الجديد لتركيبتها مما قد تدخل سوريا في فوضى انشاء هرم السلطة وتنتهي بالحرب الأهلية كما  حصلت  في أفغانستان خلال تسعنيات القرن الماضي 

‏وسوف أركز على القوى الفاعلة الخارجية المتمثلة في إدارة الصراع من أجل سوريا خلال المرحلة الحالية “إيران وتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية و روسيا  وكيف ستندرج  العلاقة مع هذه الدول وفق مصالحها و وسياستها المعروفة  

وكيف سيتعامل دمشق  مع “العراق “لعب المرحلة وصاحب الجاذبية في ارجاء المنطقة لما له أهمية تاريخية والجغرافية ووسطية في العلاقات المتجذرة عابرة للحدود منذ عقود من الزمن

‏الحكومة العراقية تراقب سياسيا عن كثب مجريات الأحداث في سوريا وما قد ينتج من أفعال لتلك الفصائل في إدارة الدولة وتعملها مع جميع المكونات وفق مبدأ المساواة دون تهميش  وأيضا كيف سيتعامل مع المجامع الإرهابية الطائفية المنتشر في عموم تلك المدن خلال الأيام المقبلة وما هي رسائل الاطمئنان التي التي ستزرع دمشق بدل الألغام الموجودة داخل حدودها