الصراحةقد تجرحنا أحياناً ولكنها أفضل بكثير من العيش على أمل زائف ؟ تشتعل منذ عدة أيام حرائق متزامنة استهدفت مستشفيات ومراكز صحية ومؤسسات حكومية مهمة ودوائر تجارية ومناطق عامة وحقولا تزرع الحنطة والشعير في عدد من المحافظات العراقية ؟ لم تسبق لها مثيل في تاريخ العراق العظيم ، لم تتمكن السلطات من معرفة منفذيها حتى الآن , وأتت النيران على مئات الدونمات من الأراضي الزراعية في محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك، والانبار ومحافظات الجنوب اليوم فيما كان المزارعون يستعدون لموسم الحصاد , ليس هذا مجازا في اللغة ، بل حقيقة ناطقة بإشارات اللهب ، العراق الآن يحترق بالقطعة ، وربما تنزلق إلى يوم الحريق بالجملة ، وعند أول ناصية خطر ، وأول إشارة مرور إلى الجحيم . صورة العراق الجديد , في عين الكاميرا ـ تبدو لبلد يحترق ، ولا يكاد يمر يوم واحد دون تفجير وحريق كبير، اليوم بدأت الحرائق تعود من جديد إلى عاصمة السلام وكانت بغداد تحترق في منطقة الشورجة وسط العاصمة العراقية بغداد ، حريق هائل وتفجيرات متوالية لسلسلة من الإعمال الإجرامية في مناطق كبرى في العاصمة العراقية ، واحترقت مدينة العز والكرامة فى مناطق مختلفة ـ لعشرات الشوارع والمنازل ، ولا أحد يصدق الأسباب المعلنة من السلطات السياسية ، ومن عينة انفجار ومن أية جهة ، أو عود ثقاب ألقى به عاطل على العمل ، فلا أحد يصدق أن مصادفات صغيرة تنتهي إلى حرائق كبيرة ،وبأحجام دمار مفزعة ، وغموض وتضارب في الأقوال ، وحرائق تستمر لساعات طويلة ، وأحيانا لأيام ، وتشل مظاهر الحياة في بغداد تماما ، ثم أن الحرائق موصولة ، وبوتيرة متصارعة ، وقبل شهور كانت التفجيرات تضرب مواقع حكومية ومن بعده اليوم أصبحت التفجيرات تضرب المواطن نفسه ، ثم عشرات التفجيرات والحرائق الكبرى ل جميع محاصيل الحنطة والشعير ومخازنها في العراق اليوم من بعد ومن قبل ، وكأن هناك يدا خفية تنتقل باللهب والتفجير ، ولأسباب لا تبدو مقنعة ، وحتى لو كانت أسبابا حقيقية وواردة الاحتمال ،لكن لا أحد يصدق ، وكيف يصدق أحد دولة تحترق بالعجز، وسوس الفساد ينخر في عظامها البالية ، وتدني الكفاءة وانحطاط الأداء يبدو ظاهرا في قلب الصورة ، وزوال الجهاز المدني والبيروقراطي يبدو جليا ،فقد ظهرت أجهزة الأمن الحكومي العراقي عاجزة عن إطفاء نار التفجيرات في العاصمة العراقية بغداد الحبيبة واخراها في مدينة الصدر الغالية ، رغم أن تدخل الجيش لإطفاء نار الحرائق والتفجيرات من أحكام العادة المستجدة في العراق الجديد ، وكأننا بصدد حرب تشتعل لأسباب طائفية عرقية ، وظهر الأداء العسكري غاية في التواضع ، وظل الناس يتندرون ، ويطلقون النكات أيام حريق الشوارع ، وهم يرون جهاز الأمن تحوم كطفل تائه ، وتلقي بمخزون اللوم على الساسة في هذا البلد العنيد ثم كان استدعاء الجيش في الحفاظ على الأمن اليوم في محافظات العراق بلا بديل ، فقد بدا حريق التفجيرات بغداد اليوم المهول كأنه يد النار في طريقها لالتهام مدينة ، وبدت قصة العاطل وعود ثقابه كأنها الإشارة الرمزية لحرائق تأتي ، وأيقظت في الذاكرة وقائع حريق الحنطة في العراق , ودون إن يعرف أحد أسبابه إلى الآن ، وتحول إلى موضوع بحث تاريخي مسكون بالألغاز والروايات المتضاربة .. ولله .. الآمر من قبل ومن بعد