يعيش العالم على ايقاع التوازن بين الدول او مجموعة منها فتضبط ايقاع الحياة السياسية بناء على مصالحها الاستراتيجية و توازن القوى نظرية سياسية للمحافظة على ميزان القوة بين مجموعة من الدول بحيث لا يسمح لدولة او مجموعة من الدول بالانفراد بالهيمنة وهذا له منظار ايجابي ومنظار سلبي كما حدث في سوريا واليمن ويحدث اليوم في العراق
وعادة ما يكون السلبي منها هو تحقيقها الفعلي على ارض الواقع فتبقى ورقة الصراع هي الابرز بين القوى اذا ما تركنا عقلية المؤامرة بان الصراع يخدم مصالح الاطراف جميعها .
وبالإضافة الى ذلك وجود نظرية اخرى وهي (توازن تدخلات الدول ) وهذا يعتمد على سلوك وتدخلات الدول مع تكتلات سياسية داخلية وهي من اهم الادوات التي تحمي المصالح الخارجية
من اوضح الواضحات ان العراق هو جزء من هذه الايقاعات الدولية التي جعلت منه ساحة للصراع والمصالح والتخادم
وعلى اثرها وجود الصدر بعد انحسار الاحتلال العسكري واشرافه المباشر على الوضع السياسي في العراق دخل المعترك السياسي بورقة واحدة امام هذه الاعاصير الدولية وهي ورقة القرار العراقي وابعاد التدخلات وتحييدها بصورة تدريجية وفقا للظروف والمعطيات .
((انا اسعى ان يكون العراق دائما بالواجهة ومستقل القرار )) قد بدأ ذلك ووجه بوصلته اتجاه الخارج منذ سنوات ليصنع جبهة محادية على المستوى الاقليمي واسس لنفسه مرحلة هدوء واختار الوقت والزمان لتوفر عواملها
وهذا ما اعترف به احد الباحثين ورجالات السياسة علي خان ساتشو(( مقتدى الصدر يلعب اللعبة الطويلة خارج العراق))
فضلا عن خروجه التام عن المعادلة الامريكية / الايرانية رغم ذلك تحمل الضرائب الامريكية والايرانية بسبب استراتيجيته التي نقصد بها بالمعنى المقتبس المجازي فن وضع الخطط واسعة الأفق وتعبئة الوسائل لتحقيق الأهداف المنشودة.
فلم يكترث لمواقف الحلفاء او الاعداء تجاهه واستمر بهندسة طريقه ومشروعه بصورة تراتبية وصمم على بلوغ اهدافه بكل هدوء واطمئنان وكأنه مصلح ساعات بارع يعمل بكل ثقة ليضبط ساعة العراق حسب التوقيت الوطني
ولذا فإن التخوف من السيد الصدر ان يُشرف على تشكيل حكومة عراقية ليس تخوفا عابرا او مواقف سياسية عابرة ، وانما التخوّف الحقيقي ان السيد الصدر يشكل قوة ردع ونقطة توازن في العراق والمنطقة ، لذلك فان الاطراف التي تمثل اقطاب الصراع في المنطقة وان كانت لا تواجه رسميا ، ولكن تستخدم كل ادواتها وآلياتها وفي حالة استنفار وانهيار رغم وضوح خسارتها من اجل اضعاف نقطة التوازن العراقية التي يمثلها الصدر او منعه بأي شكل من الاشكال في عدم الوصول الى نقطة الارتكاز الحقيقية التي يقف عليها العراق.