بتجرّدٍ , وبعيداً عن طبيعة العلاقة غير الطبيعية بين العراق والمملكة العربية السعودية ومالها من أبعادٍ لسنا بصددها , فقانون ” جاستا ” الذي أقرّه الكونغرس الأمريكي ” واجهض فيتو البيت الأبيض للحؤول دون اصداره , والذي فحواه غدت حديث الساعة في معظم انحاء العالم , فلابدّ هنا من وضعِ بعضٍ من علائم التحفّظ قبل أن يصل هذا القانون مرحلة التطبيق الفعلي .ولسنا هنا ” بالطبع ” بصدد إعادة او اقتباس او تحوير ما تتناقله وسائل الإعلام العالمية والعربية حول المطبّات التي ” قد ” يصطدم بها هذا القانون في مرحلة التنفيذ , أمّا مجمل تحفظاتنا فتتمحور :- إنَّ قانون ” جاستا ” قد صدر في الوقت ” المعلّق ” الذي يسبق تحديد وانتخاب الرئيس الأمريكي الجديد , وما سيفرزه وتبعه قياساً الى النظم الداخلية والأنتخابية الأمريكية , فلماذا لم يصدر هذا القانون قبل هذا الوقت .!؟ هنالك بعضُ مطبّاتٍ أخريات في طريقها لمحاولة عرقلة تنفيذ ” جاستا ” , فقد اعلنَ البرلمان الياباني عن ” استعداده ” لرفع شكوى ودعوى ضد الولايات المتحدة بما يفرض عليها تعويض مئات آلاف المدنيين اليابانيين جرّاء قصف ” ناغازاكي و هيرشيما ” بالقنابل الذرية. وهذا ما قد يفتح الطريق ويمهّده لضحايا العوائل الليبية المتضررة من قصف القاذفات الأمريكية لنظام الحكم في ليبيا في عام 1986 ثُمّ , انّ اولَّ ردِّ فعلٍ امريكي على احداث 11 أيلول كان في احتلال افغانستان والذي راحت فيه اعداد كبيرة من المدنيين , بينما لم يكن من منفّذي أحداث 11 سيبتمبر ولا افغاني واحد .! فكم من المفترض أن تدفع امريكا من الأموال الى الشعب والحكومة الأفغانية .! وبالعودةِ الى بيتِ القصيد اي العنوان ” اعلاه ” فلا نقول اننا نُطمئنُ ” سلباً ” الكونغرس او الأدارة الأمريكية المقبلة , واللذان هما في اقصى درجات الإطمئنان , من عدم وجود او امكانية وجود اصغر سياسي عراقي من احزاب السلطة الحاكمة , لِيتجرّأ او يفكّر بمقاضاة امريكا في قتلها وقصفها لإعدادٍ غفيرة من المدنيين العراقيين في كلا حربي 1991 & 2003وفي السنين التي تلتها , فلولا ذلك لما اُتيحَ لأيٍ من منتسبي السلطة القدوم الى العراق والتمتّع والإستمتاع بما يتمتّعونَِ بهِ من متعة على الأقل .!