22 ديسمبر، 2024 6:41 م

العراق و غزّة!!

العراق و غزّة!!

ما أن وضعت الحرب اوزارها في غزّة , والإعلام يكرّر أنّ الهدنة صامدة ولم تُخترق بعد ! ووقف اطلاق النار لا زال قائماً وواقفاً على قدميه . واذ جراح المعركة لم يكتمل تضميدها , وادخنة الحرائق لم تتطاير وتتلاشى بعد , حتى فوجئنا بزيارة وزير الخارجية الفلسطيني السيد ” رياض المالكي ” يحطّ الرحال في بغداد . < ومع ترحيب بغداد الحار بالسيد الوزير > , لكنّ هذه الزيارة المفاجئة وبهذه السرعة , فقد توحي وكأنّ العراق يمتلك اوراق الحلّ والربط في قضية معركة غزة , وكأنّ له دوره الستراتيجي في التحكّم بالصواريخ اللواتي انطلقت , ودوره الآخر في عرقلة وتعطيل القبّة الحديدية في اسرائيل , لصدّ الصواريخ الفلسطينية .! , ولعلّ هذه التصورات والرؤى قابلةً لتكبير وتضخيم حجمها , حينما نلحظ أنّ السيد الوزير الفلسطيني قد قفزَ وتجاوز زيارة الدول العربية التي لعبت دوراً ما في إظهار وإخراج وقف اطلاق النار الى الوجود ” مصر والأردن كأنموذجين , وسواهما كذلك “.

لكنَّ ما يمزّق غشاء هذه التصورات والرؤى ,أنّ السيد ” رياض المالكي ” هو وزير السلطة الفلسطينية ولا علاقة له بحركة حماس او الجهاد الإسلامي سوى التقاطع الحادّ قبل اندلاع المعركة ! وهنالك بعض التطورات – المضاعفات ” بين تنظيمات غزة وبين السلطة الفلسطينية ” التي قد تعقب المرحلة الحالية , ومن السابق جدا التطرّق اليها , فقد اختلطت الأوراق اى الدرجة يصعب فصلها عن بعضها في المدى المنظور .

من جانبٍ آخرٍ ذي صلةٍ ما ! هو ان يتزامن ما اعلنته نشرات الأخبار نهار امس عن توجّه مستشار الأمن القومي العراقي السيد قاسم الأعرجي لزيارة مدينة < رام الله > في فلسطين , والذي او مَنْ له علاقة بجيوبوليتيك المنطقة واوضاعها , فأنّ الزيارة تعني لقاءات مع كبار القادة السياسيين لحركة ” حماس ” الذين يتخذون من ” رام الله ” مقراً لإقامتهم , لكنه وبشكلٍ مغاير نقلت الأخبار مساء يوم امس عن الغاء السيد الأعرجي لزيارته , حيث رفضت السلطات الأسرائيلية دخوله الى هذه المدينة إلاّ عبر البوابات الرئيسية الأسرائيلية لمطار المدينة , وهذا ما دفع مستشار الأمن الأمن القومي لإلغاء زيارته < ولا ندري ولا سوانا يدري لماذا لم تحسب وتتحسّب مستشارية الأمن في العراق لذلك مسبقاً.! > .

ليس صعباً الإفتراض أنّ وزير الخارجية الفلسطيني بصدد طلب مساعداتٍ ماليّةٍ من العراق , متجاوزاً السعودية والإمارات اللتان كان لهما تأثيراً محدوداً ما في المساعدة الثاونية لإخراج قرار وقف اطلاق النار , لكنّ هذا الأفتراض يميل ليغدو مبسطاً اكثر من اللازم إن لم نقل اكثر من ذلك .! لكنّما اقرب التقديرات التي تقف وراء زيارة الوزير المالكي , فإنها قد تومئ للتوسط لإيصال رسالةٍ خاصّة الى دولةٍ ما , لها علاقةً مميزةً ما بالعراق .! , وهنالك اكثر من دولةٍ بهذا الصدد القليل العدد .!