18 نوفمبر، 2024 9:56 ص
Search
Close this search box.

العراق و ” جهاد الحوار ” !

العراق و ” جهاد الحوار ” !

دونما رَيب فالجهاد اضحى له معنيين او ترجمتين ” سلباً وايجاباً ” جرّاء ممارساتٍ ارهابيةٍ لبعض تنظيمات الإسلام السياسي في بعض اقطار الوطن العربي , وعلى القارئ أن يستشف ويستقرأ ايّ جهادٍ ومجاهدةٍ جهيدةٍ تجري في العراق .!

الحوار صارَ حديث الساعة والأيام في العراق , لكنه محصور بين الإطار التنسيقي والتيار الصدري , وكأنّ لا قوى سياسية اخرى مشمولةٌ بذلك , والجمهور العراقي وشرائحه الأجتماعية مستبعَدَة عن ذلك , ولا غرابة في الأمر , ومع ذلك لم تفلح الجهود على اجراء هكذا حوار سوى في الإعلام لحدّ الآن , لكنه ايضاً من مقتضيات الأمر, ووفق ما تسرّب الى الإعلام , فإنّ حواراً شديد الخصوصية يجري في طهران بين الخصمين المعروفين , وبمستوىً ادنى من قيادات الطرفين , وبتوضيحٍ ادقّ فهذا الحوار الخاص ليس من الخط الأول ولا الثاني من تلكما القيادتين !؟ , وهنا لابدّ أن تتسارع وتنطلق على شفاه الجمهور , تساؤلاتٌ استفهاميةٌ حادّة ” وغير مستغربة ايضاً ” عن التكتّم والتعتيم على هذا الحوار .! , هل هو حياءٌ او خجلٌ ما في انعقاده واجرائه في العاصمة الأيرانية بدلاً من أن يغدو في بغداد .! , سننتهي ونبتعد هنا عن الميكيافيلية التي يجري جريانها بتدفّق في الواقع السياسي – الإسلامي العراقي , لننتقل الى القول : أنّ الحوار الموضوعي يتطلّب لمس حُسن النوايا ” او النيّات ” لدى او بين كلّ من الطرفين المتنازعين , وهذا ليس مفقوداً فحسب , إنّما وكأنّما لا وجود له على الأرض ولا حتى في الفضاء الإعلامي , ثُمّ أنّ آليّة إنجاح الحوار المفترض تتطلّب وجود مرونة ومطاطية من كلا الطرفين تجاه النقاط الشديدة التعقيد , تمهيداً لإنشاء ارضيّةٍ مريحةً للثبات والإنطلاق منها نحو تقريب او محاولة تقريب وجهات النظر ومحاولة مقاربتها ولو للحدّ الأدنى على الأقل .

وإذ يلمس المجتمع او الشارع السياسي العراقي ما هو عكس كلّ المقتضيات الحوارية واللاحوارية بين السادة الإطاريين والتياريين , فإنّ ما يجري لمسه عن قُرب هو تشنّجٌ وتطرّفٌ من الإطار التنسيقي في فرض شروطٍ مسبقة قبل اجراء الحوار , تتمثل على الأقل بأنّ مندوب المالكي هو مَن يغدو رئيس الوزراء المقبل وهو الذي سيدير عملية اجراء الأنتخابات المقبلة .! , والذي يعرض وينشر صورة هذا الإطار < وكأنها مختزلة بأسم السيد نوري المالكي > , بينما يؤكّد السيد الصدر في خطابه الأخير بما يعني أن جرى تجربة الحوار مع الطرف الآخر ولا فائدة ترجى في اعادة ذلك , إنّها كوابح ومطبّات مدببّة في مقدّمة الشارع غير ” المبلّط ” لإجراءِ حوارٍ مفترض .!

كلّ هذه التفاصيل المُمِلّة ” في اعلاه ” والتي ربما لا مفر منها من بعض الزوايا , فإنها مجتمعةً تقود بأنّ البلاد ماضيةً الى مرحلةٍ تفتقد التوازن والى مرحلةٍ تعانق حافّات الخطر .! , وإن انعكاسات ومضاعفات الوضع الدولي والإقليمي بين ما يجري بين الصين وتايوان على الصعيد الأمريكي وبإبتعادٍ لدول اوربا عن كلّ ذلك .! , ويضاف لذلك الأبعاد البطيئة الحركة للحرب الأوكرانية – الروسية وتطوراتها الأبطأ .! , فلها ما لها من دلالاتٍ ما عن الوضع في العراق ضمن الحسابات الدولية غير المرئية لدى الأطراف المتصارعة في العراق , وبالمصارعة الحرّة وغيرها!

ما يمكن استخلاصه في المدى السياسي الآني العراقي , هو إدامة الدوران وبسرعات بطيئةٍ في فنجانٍ وسواه من مشتقّاتٍ ومرادفاتْ .!

أحدث المقالات