يستغرب المختصون و المراقبون ثلاثية حكومية غير مترابطة، تصعيد ضد الأكراد و ترك منابع النفط و المياه في مرمى مدفعيتهم و تحركاتهم اللوجستية رغم اتهامات ضدهم و مكافآت على الأرض مثلما يحصل من اسناد جوي في سنجار، و ثالثا الحديث عن انتصار مع انعدام موازين القوى، مع انشقاقات في صفوف الجيش و الآمرين في محافظات عديدة، بينما المسلحون يحافظون على التوافق لهدف لم تفكك كافة طلاسمه، وبما أدخل الصراع السياسوعسكري مرحلة خطيرة جدا، فبعد ان اختلفت الروايات بشأن السيطرة على السدود غربي العراق جاء الاستمكان من سد الموصل ليقلب الطاولة رأسا على عقب.
لقد باتت موارد البلاد خارج سيطرة الحكومة التي راهنت على نفوذ البيشمركة في شمال البلاد فحصدت وهما كبيرا، و وسواسا قد لا ينقشع بتغييرات جذرية على شكل الحكومة المقبلة، خاصة وأن ترددات التشويش الأمريكي كانت غير مشفرة هذه المرة بالقول “نستبعد قدرة الجيش العراقي على استعادة الجيش السيطرة على الأراضي التي خسرها”، محذرين من ” عناد اللاوعي و القراءات الخاطئة” عندما طلبوا من الحكومة العراقية استراحة محارب سياسي بالابتعاد عن الشحن وافتعال الأزمات، فأوهم ” المزايدون” صانع القرار بأن الذهاب الى الحد الأعلى من الرفض يعني اجبار الطرف الأخر على الانصياع، متجاهلين، عن قلة معرفة ، أن الشعوب تتحول الى زلزال مدمر” عندما تمتهن في كرامتها، حيث تتحول الى ملاذ آمن لكل المعارضين، وهو بالفعل ما حدث في العراق، حكومة مترهلة أمام شعب محروم !!
واذ نحن لا نعتب على ” مستشاري اللا تخصص” فاننا في المقابل نستغرب قبول صانع القرار بالرأي غير السديد و العمل على شرعنة مبرراته، تحت ضغط ” البيت المغلق جدا”دون الاعتبار بما آلت اليه الأمور عند الحليف قبل الجار ، وما ستترتب عليه من نتائج مستقبلية معقدة الحسم ، ما يضع على عاتق المسؤول الجديد واجبا كبيرا في تغيير عناوين و تخصصات و انتماءات الحلقة المقربة لأنها كانت و ستبقى ” بيت الداء” طالما ان
المسؤول ” سماعا للقول “، وهي نكبة عراقية بأمتياز، حيث تحولت ” النميمة السياسية و الأمنية” الى خنجر محمول في خاصرة العقلاء، في الأمس و اليوم .
لا نعرف كيف راهن رئيس الوزراء على حلول من البيشمركة لنكبة الموصل و هو يتهمها صباحا ومساءا بالمشاركة فيها، ” المرافق الاستراتيجية” من الحمايات الاستثنائية !! هل هي ” خيانة القصر أم ضعف التجربة”!! في الحالتين لا أحد يتحمل الخطأ غير القائد العام للقوات المسلحة الذي رفع سيفه بوجه الجميع بتهمة عدم الآهلية و قلة الولاء،بتوقيت قاتل، فلم يعد يتحمله غمده لتدور معه رحى الحرب باعلان قائمة طويلة المتأمرين من قادة الجيش و الشرطة و ينتظر” انتصارات باهرة في الميدان”.
لا سيدي رئيس الوزراء ما هكذا تورد الأبل، فقد أسست قرارات الصدمة لمرحلة تاريخية هي الأسوء التي يشهدها العراق، وخلقت اجواءا من الصعب تحمل نتائجها بلا تضحيات جسام، أضافة الى فتنة طائفية بتوزيع دم الشباب على القبائل عبر معركة مصيرية غير موفقة لعدم توفير مستلزمات حسمها السريع، ليغرق العراق في متاهات حروب المياه و النفط و الطائفية و انعدام المسؤولية الوطنية، فعلا انها كارثة قد لا يغطي على دمويتها القبول بمنصب بديل عن رئاسة الوزراء، بعد ان تحول رضا المسؤول الى غاية لا تدرك و طموح ترتجى” شفاعته” حتى في غرقة الانعاش المركزي مثلما يحدث اليوم في العراق!!