23 ديسمبر، 2024 2:09 ص

مما لا شك فيه ونحن نعيش في هذا الزمن الذي غابت عنه الحقائق وتم تعميتها على الاعم الاغلب كان لزاما علينا ان نتساءل عن اشياء كثيرة ومهمة ومنها : لماذا سمي العراق بأرض السواد ؟ ولماذا تميزت النخلة عن بقية الاشجار ؟ وهل تم اغتيال النخلة ؟ وماهو الربط بين النبي آدم عليه السلام والنخلة ؟ البعض يظن ان هذه الاسئلة بعيدةعن الموضوع ولكن العملية مختلفة تماما . يجب ان نشير ما ترجمه العالم العراقي ابن وحشية في كتابة الموسوم ( الفلاحة النبطية ) الذي حققه المرحوم توفيق فهد في ثلاثة اجزاء حيث ان المفهوم العراقي للنخلة يحمل طابع السمو فشبه العراقي النخلة بالمرأة واسمو النخلة بالشجرة العاشقة وقد اكد العراقيون على اكل التمر وقالوا :ان الامم التي تدمن اكل التمر لايعرف الجذام ولابعض الامراض .حتى ان النخلة التي لاتثمر وصفوها بالمرأة العاقر حتى اذا مرضت النخلة وامتنع حملها وتبين النقصان في لبها وسعفها فانها عاشقة وهي مائلة الى معشوقها والنخل يأنس بالانسان بالكلام . ويجب ان نذكر ان النبي الاكرم ( ص ) قال في حديث صحيح : اكرموا عماتكم النخيل وقد اشار القرآن الكريم للنخلة بقوله سبحانه ( فيها فاكهة ونخل ورمان ) حيث ان فوائد النخلة كثيرة جدا وفيها المنافع الشيء الكثير ماجعل العراقي القديم يثني عليها ويصفها ( بأخت آدم ) من حيث المنفعة المكتسبة منها وبأن النبي آدم عليه السلام علم الناس الكثير من العلوم فشبهوه بها وقد جعل العراقي القديم صورة النخلة في تماثيله ومنحوتاته التي غصت بها المتاحف العالمية . اما ما يحزن من الامور هو ترك المساحات الشاسعة عرضة للشمس والبوار بسبب عزوف معظم الفلاحين من زراعتها لاسباب كثيرة وانشغال الدولة بامور لاتخدم مصالح البلد وهجرة الفلاحين والالاف من العوائل العراقية والتناحر العشائري وقلة مناسيب المياة فنحن نشهد حربا عالمية على المياة الى جانب عدم مراعاة عملية التسويق وانعدام المنتج المحلي العراقي وعدم توفير البذور واجواء الزراعة للفلاح اضافة الى الاسمدة ومكائن ومعدات الدولة كأنها قد رفعت يدها عن الفلاح وعن الكثير من الامور . يجب على الدولة اذا كانت جادة في عملها ان تعيد النظر في كثير من الاشياء ومنها الزراعة التي تعتبر قوام الحياة وداعم اساس للصناعة الوطنية وان اغلب الصناعات تقوم من الزراعة واصبح العراق يستورد حتى ( الكوفس ) فهل نعيد الامور الى نصابها ام اننا متجهون الى نهاية مأساوية ..