23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

العراق ومؤامرة الدواعش .. معركة تكريت وعرب 48 في العراق/ 2

العراق ومؤامرة الدواعش .. معركة تكريت وعرب 48 في العراق/ 2

لاشك ان العالم اجمع يراقب مايجري في العراق اليوم وانا ادفع نصف عمري لارى بالخصوص زعماء اسرائيل وكيفية متابعتهم لما يجري في تكريت فهم المعنيون قبل غيرهم بما يجري.

فهنالك ثلاثة عوامل عظمى هي التي سببت في تاسيس ومن ثم تثبيت وجود الكيان الصهيوني,اولها المساندة البريطانية اللصيقة والجدية لليهود, واستعمال العنف المفرط الذي ينزل الرهبة والخوف في نفوس الاعداء بحيث ان اليهودي كان يطرق ابواب الفلسطينيين ويخرج الرجال من بيوتهم ويعدمهم امام الباب بصحبة الجيش البريطاني الذي كان يوفر له الحماية, وثالثهما وجود العملاء المتخاذلون من الجبناء الفلسطينيين الذين باعوا بلدهم منذ البداية واصطفوا الى جانب اليهود حيث آثروا السلامة والمصلحة الشخصية على الدفاع عن شرفهم ونصرة البلد وقد اطلق عليهم عرب 48 وهم يساندون اليهود الى يومنا هذا ويشتركون معهم حتى في الانتخابات العامة وبهذا فهم بحق ليسوا عرباً انما يجدر تسميتهم بيهود او صهاينة 48.

ومن الواضح ان الصهاينة وبسبب استفادتهم من هذه التجربة وعلمهم بوجود من لديه الاستعداد لاخذ دور يهود 48 في العراق تراهم يعيدون الان هذا الاسلوب, فما يجري في العراق هي نفس التجربة بحذافيرها التي مرت في تأسيس اسرائيل وسوف نوضح مادعاهم لذلك في الحلقة الاخيرة.

فهم يحرصون على خلق لوبي مؤيد لهم من نفس جنس عدوهم وهذا هو سر نجاحهم. انهم يدركون ان هنالك من لديه كامل الاستعداد وجاهز للتعاون معهم. ففي العراق مثلاً, الاكراد وجزء من السنة من الحاقدين كالذين لايتوانون عن فعل أي شيء في سبيل التعبير عن حقدهم وما يجول في صدورهم وفي عقولهم المريضة كما شاهدنا في مذبحة وجريمة العصر (سبايكر), غير انهم يركزون على وجوب وجود عملاء لهم من الشيعة لتحقيق الكثير من الاهداف, اولاً ان هذا الامر يحقق سياسة فرق تسد بنجاح ويشق وحدة الصف وبالتالي يزعزع تماسك وقوة البلد, وعندما يتكلم فريق من نفس جنس العدو ضد توجهات هذا العدو (والمقصود بعدو الصهاينه هنا هم الشيعة) فهذا من شانه خلق حرب نفسية بين فصائل الطرف الشيعي يصعب مواجهتها فهي تؤدي لضياع الطاقات والدخول في صراعات داخلية تنهك القوى وتؤدي الى الفشل بالتاكيد.

فلايمكن ان ترى امة تخوض صراع مع عدو ما وتنتصر وهي تعاني من تناحر وصراعات بين فصائلها المتنوعة في نفس الوقت وهو امر معلوم ومفروغ منه. ويحضرني هنا قول رئيس كيان المستقلين البريطاني بادي اشتون الذي ذكرته اكثر من مرة حينما وقف في امام النواب البريطانيين وقد احتدم النقاش والصراع فيما بينهم بخصوص الدخول في حرب تحرير الكويت قائلاً ( لقد علمتني التجارب انه عندما تنطلق افواه البنادق فعلى الافواه ان تخرس تاييداً لها ).

والان وبعد ان اعطى العراق الالاف من الشهداء من الطرفين السني والشيعي يخرج علينا مجموعة من الجهلة الذين لايحسنون الا الانتقاد وهم لم يقدموا للعراق الا سلسلة من الكلام الفارغ الذي لايغني من جوع ولايعد الا نوع من انواع السفسطة الفارغة وهم يعدون انفسهم من العلماء والعلم منهم براء, يخرجون بنظرياتهم المعوجة التي لاتخدم الا العدو العفلقي الصهيوني زاعمين ان كلامهم هذا ما هو الا نصائح يقدمونها للحكومة والمسؤولين العراقيين.

هؤلاء الخونة الجبناء يخرجون علينا في وقت وجب عليهم وعلى كل شريف مخلص ابي همام غيور ان يشمر عن ساعديه ليبذل العزيز والنفيس في سبيل مساندة المجاهدين الافذاذ من مقاتلينا الابطال للقضاء على وباء جراثيم الدواعش. يخرجون علينا ليقولوا كفاكم سفكاً للدماء ويطلبون منا التسليم بان داعش اصبحت واقعاً مفروضاً. فاي صفاقة وخيانة اعظم من هذه وهم يريدون منا التسليم بما يفرضه علينا اسيادهم الصهاينة؟!!.

هذا هو الاسلوب الذي يعيد الى الاذهان تجربة يهود 48, وبهذا فاننا نشاهد ولاول مرة بوضوح كيف ان معركة تكريت كشفت عن وجود عرب 48 في العراق مع الاسف الشديد.

اننا لانملك في هذه المرحلة الا ان نقول لهم اننا كما نعي تحركاتكم وغبائكم نعي جيداً ما يجري ونفهم تسلسل هذه الامور يوماً بيوم ولا تحسبوا ان الصهاينة او الامريكان ومن ورائهم باذكى منا واننا نملك كامل الثقة بانفسنا لادارة دفة الامور ولم نكن كما انتم وامثالكم ممن لايتمتعون الا بالاحساس بالدونية والخضوع للاجنبي لجبنهم وحفاضهم على مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة,

فاغلقوا افواهكم العفنة فقد ازكمتمونا برائحتها النتنة.

وعودوا الى رشدكم ولاتكونوا عاراً تاريخياً على بلدكم كما اصبح عرب 48 واعلموا انه في النهاية لايصح الا الصحيح سائلينه تعالى نصرة العراق والعراقيين هذا الشعب المستهدف المظلوم وان الصبح لناظره قريب.

وهو تعالى من وراء القصد.