19 ديسمبر، 2024 3:25 ص

العراق وسط مخطط التقسيم الطائفي

العراق وسط مخطط التقسيم الطائفي

سقط العراق في عام 2003 وسط, وحل عميق من مؤامرات دول الغرب, وعلى رأسها أمريكا ودول الخليج, دول العهر الطافي، التي كانت تدعم نظام صدام, في رمي الشعب العراقي بحروب, ليذهب أبناءه وقود لها؛ فكانت لا ترغب بقيام نظام ديمقراطي, يراعي الحريات والتعددية, تتصدى له الأغلبية
فجندوا أبناء عهرهم, من كل حدب وصوب؛ مرة باسم القاعدة وأخرى باسم داعش؛ وسقط ثلث أرض العراق تحت سيطرتهم؛ فتشكل التحالف الدولي الذي كان يعمل على إضعاف داعش, لا على القضاء عليها؛ لأن وجودهم يحقق, مأرب أمريكا ودول العهر الطائفي.
نشرت جريدة نيويورك تايمز في 7 من نيسان عام 2015, عن مشروع لتقسيم طائفي على لسان الرئيس الأمريكي حيث اسماه (البلاد السنية)، وهذا كان بمثابة رسالة غزل, من أمريكا لدول الخليج دول العهر الطائفي, بما يعني تقسيم العراق وإضعافه او الشيعة بتعبير أدق، لم نسمع من القادة السياسيين في العراق تصريح يرد على الرئيس الأمريكي, ولا موقف رسمي وكأنهم في وادي آخر.
إذا العراق أمام تحدي كبير, يهدد وجوده كشعب ودولة, ينبغي على قادة العراق أن ينظروا الى الوضع الراهن, بعين المسؤولية التاريخية، لكي لا يكتب التاريخ عنهم بأنهم كانوا سببا في تقسيم العراق وتلحقهم اللعنة على لسان التاريخ والشعب العراقي.
كيف يمكن للعراق من الخروج من وضعه الراهن, والحكومة مشغولة بالفساد المالي, والإداري وانهيار الأمني, وسيطرة داعش على مساحات واسعة. كل تلك تبعات سياسة الحكومة السابقة, التي كانت لا تملك من الرؤية السياسية من شيء, بل كانت منشغلة, بصناعة إمبراطوريات مالية.
فلو لم تكن فتوى الجهاد الواجب الكفائي, التي أطلقها السيد علي السيستاني, لكان العراق وشعبه في خبر كان, فهي التي أنقذت وجوده؛ فتصدى أبناء المرجعية في الذود عن وجود العراق أرضا وشعبا، بينما كان أبناء طلاب السلطة وسراق المال العام, يتمتعون بأموال العراق, التي نهبوها طول السنوات العشر الأخيرة, فلم نسمع أو نشاهد عنهم, أنهم التحقوا في سوح المواجهة مع داعش للدفاع عن العراق.
إذا لا بد من الخروج الى الجانب الأخر من الضفة الأخرى، ألا وهو جانب المعسكر الروسي, الذي ثبتت مصداقيته في القضاء على الإرهاب, الرسمي لدول الغرب وأمريكا ودول الخليج, في ضرب الإرهاب في سوريا ودعم الحكومة السورية.
يجب على أصحاب القرار في العراق التحالف مع روسيا؛ للحرب ضد داعش والقضاء على مخطط أمريكا, ودول العهر الطائفي، أما إذا بقى الحال على ما هو عليه؛ فان العراق متجه نحو التقسيم لا محالة؛ لان أمريكا تعمل مع دول الخليج على ذلك وهذا التقسيم, هو بوابة لتقسيم باقي دول المنطقة.
فتكون دويلات طائفية محيطة جميعها بالوسط والجنوب, من العراق لتكون مصدر ضعف ونزعات مستمرة, لتربوا فيها مصالح الدول الكبرى.

أحدث المقالات

أحدث المقالات