22 نوفمبر، 2024 5:07 م
Search
Close this search box.

العراق .. وساطةٌ لم تجلس في الوسط!

العراق .. وساطةٌ لم تجلس في الوسط!

منَ المسلّمات المسلمة وغير المسلمة وبضمنها ” الإسلام فوبيا ” , وَ وِفق كلّ الشرائع الشرعية وغير الشرعية , وقد نتمادى اكثر ونوغل بالقرب من قعر التأريخ وحافّاته , أنه ومنذ عصر الإنسان القديم < جاوة , نياردينتال , و كرومانيون > والى غاية هذه الثواني , فأنّ ايّ وساطةٍ لحلِّ خلافٍ بين شخصين او مجموعتين او لنقل بين حزبين , وَ وصولاً الى < خفض التصعيد ! > بين دولتين او مجموعة دول مع دولةٍ واحدة ! حولَ شأنٍ ستراتيجيّ او لتهديداتٍ ما تتعلّق بالملاحة البحرية او الجوية ولربما حتى البرّية .! , فلا نطرح جديداً سوى تشديد التأكيد على أنّ الوسيط او الجهة او الدولة التي تقوم بوساطةٍ ما مفترضة , فيتوجّب اولاً أن تكون مؤهّلةً لذلك , وأنْ تتمتّع بثقلٍ اجتماعي او سياسي , ومنْ ثمّ لتحظى بمقبولية الطرفين المتنازعين او المختلفين مع بعضهما , وإذ نشير الى هذه المسألة مرةً اخرى , فلأنّ الإعلام العراقي ” والقريب منه ! > قد صدّعَ الرؤوس بأنّ العراق يقوم بوساطة بين الولايات المتحدة وايران ! ويدرك العراقيون والعرب قبل الأمريكان أنّ حكومة العراق واحزابها هي ايرانيةٌ اكثر من الأيرانيين , وبالتالي فمثل هذه الوساطة تولد ميّتةً قبل ولادتها او خروجها .! , وقد اطلّ هذا الإعلام برأسه مرةً اخرى مؤخراً بأنّ رئيس الوزراء العراقي السيد عادل عبد المهدي يقوم بوساطةٍ اخرى بين بريطانيا وطهران حول الناقلة المحتجزة في ميناء ” بندر عباس ” , وفعلاً قد غادر عبد المهدي الى ايران واستغرقت زيارته بضعة ساعاتٍ او سويعات , لكنّ ما حصل أنّ رئيس الوزراء العراقي كان يحمل او ينقل رسالةً من الحكومة البريطانية الى المسؤولين في ايران , اي أنّ الدور العراقي ” للأسف ” لم يكن سوى او بمثابة ساعي بريد .! , وللحقّ فمن المحال للعراق أن يرفض ذلك , بل من دواعي سروره , وللحقّ ايضاً فأنّ هذا المستوى من النزاعات الدولية لا يمكن ولا تعتمد على الوساطات , ولا سبيل الى حلحلتها إلاّ بالمفاوضات السريّة البعيدة عن اضواء وسائل الإعلام , وصولاً او محاولةً للوصول الى مفاوضاتٍ مباشرة ومفترضة Face to Face , ومعروفٌ ايضاً فمنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي النزاعات الدولية فأنّ الرسائل السرية المتبادلة بين اطراف الأزمات لطالما تلعب دوراً ما لبلورة وتمهيد الأجواء لمباحثاتٍ مباشرةٍ لاحقة , ومن دونِ وساطاتٍ او سعاة بريد .!

نأمل من ذلك الإعلام الذي اشرنا اليه ان يرتقي الى مستوىً بأنّ الأزمة الراهنة في الخليج قد تجاوزت احتجاز الناقلات والسفن , ومفردات الأتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة , فالوضع الحالي يتعلّق بالحفاظ وديمومة الحفاظ على الملاحة البحرية في الخليج وحتى في البحر الأحمر وسواه , وتأمين المصالح والشركات الدولية في ذلك , ولا ادلّ على ذلك في الإسراع القائم لدولٍ اوربية مختلفة في تشكيل قوتين بحريتين في الخليج احداهما لمراقبة الملاحة وإبحار الناقلات , والأخرى لتأمين وحماية هذه الملاحة .

أحدث المقالات