22 أكتوبر، 2024 4:34 م
Search
Close this search box.

العراق وخطر التقسيم

العراق وخطر التقسيم

الأوضاع المضطربة التي تسود المحافظات العراقية شيعية أم سَنية والتي تشتعل فيها النيران أو التي يسودها نوع من الحشد التطوعي لمجابهة ما يسمى بقوى الإرهاب أو القوى المنتفضة على الضيم والظلم والتهميش، جميعها مجتمعة على مسار واحد هو المشروع التقسيمي المخطط له مسبقاً حتى وقبل أن تندلع شرارة الإنتفاضة الموصلية وما بعدها من انهيارالماكنة العسكرية المالكية وسقوط المحافظات القريبة من بغداد. هذا ما استدعى إلى تحشيد الشيعي لمجابهة الخطر الذي صوره قادتهم لهم والذي يزحف من المنطقة الغربية إلى بغداد، إضافة إلى ذلك تقوم إيران بزج ودعم كل الإمكانيات اللوجستية للحفاظ على القوى المدعومة من قبلها، خاصة أحزاب الدعوة والمجلس والصدريين، إضافةً إلى إرسال فصائل من الحرس الثوري؛ لمجابهة الخطر الذي يهدد مصالحهم في العراق هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أنَ المشاهد لو يدقق فيما يجري فإنه لا يخرج بنتيجة واحدة، وإنما تصبح لديه العديد من الرؤى، أولها التصريح الذي أدلى به الرئيس الإيراني أنَ إيران لن تقف مكتوفة أمام ما يحدث في العراق، وعليهم الحفاظ على المقدسات الدينية، وطبعاً هذه إشارة من الرئاسة الإيرانية إلى أنهم موجودون في المشهد العراقي، وثانيها أنَ الحشد الأمريكي في شواطئ الخليج وإرسال فرق عسكرية بحجة حماية السفارة الأمريكية في بغداد ولكنها حجه؛ حيث أنَ أمريكا تريد أن تحافظ على العراق الذي ضحت فيه بالدم والسلاح، ولا تريد أن تذهب هذه التضحية هباءاً وتسلم العراق إلى إيران بشكل كامل، لذلك الضغط الأمريكي باتجاه تشكيل حكومة واستبدال المالكي بشخصية تجمع كل الأطياف ويتفق عليها الجميع؛ لأن الأمريكان شعروا أنَ المالكي هو السبب الرئيس في تدهور الأوضاع وخلق المشاكل، وأنه ضعيف في إدارة الأزمة، وهنا لا بد من إجراء سريع يوقف هذا التدهور الذي يهدد المنطقة وسلامة المصالح الأمريكية وأمن الخليج.
لذلك هناك مشاورات مع أطرف دولية وإقليميه للوصول إلى حل يوقف هذا التدهور، منها التركية والسعودية وحتى الإيرانية بشكل سري، ولكن المشاهد للوضع الحاصل في المحافظات المنتفضة لا يتصور أنَ هناك بارقة أمل لحل يرضي الجميع، وخاصة أنَ هناك أطراف لا تريد عراق مستقر، وإنما تريد عراق ضعيف مضطرب مقسم يُدار من قِبل مجموعة من عصابات همَهم السلب والنهب، وهذا ما شاهدناه طيلة العشر سنوات التي مضت، وهذا ما أدى إلى ما نحن عليه اليوم، والسير في طريق النفق المظلم الذي سوف يجر الويلات للعراقيين، ويحرق الأخضر واليابس، وهذا هو المخطط الذي يشترك فيه كل من دخل مع المحتل، والذين تدربوا في المدارس الإيرانية الإرهابية.
وهنا لا بد أن تقف القوى الوطنية من جميع الأطراف والطوائف، وأن تفضح هذه النوايا الشريرة والتي تريد أن تقسم العراق طائفياً وتفضح المخطط الأمريكي والإيراني ومن يقف مع الطرفين؛ لأن الطريق إلى التقسيم قاب قوسين أو أدنى.

أحدث المقالات