18 ديسمبر، 2024 11:21 م

العراق وتزاحم التحالفات الدولية

العراق وتزاحم التحالفات الدولية

مرَ أكثر من عام على تحديات العصابات الارهابية داعش للعراق والعراقيين وهي تقتل وتفخخ وتفجر وتسبي وتقوم بكل ما أوتيت من قوة ومن بطش أن تسيطر على مقدرات هذا الشعب الجريح ومحاولاتها الكثيرة على الهيمنة على أبار النفط والمصافي وخصوصا في المحافظات الغربية التي كانت وماتزال البعض منها حاضنة لتلك النشاطات الاجرامية معززة بذلك قدراتها المالية والاقتصادية ورغم كل عمليات السرقة والنهب التي تقوم بها لم تحاول تلك المحافظات أن توحد رأيها وعزمها في التصدي لهم والوقوف بوجه هذا المد الارهابي الخطير الا بعض الخطابات الاعلامية التي يقوم بها بعض الشخصيات السياسية والعشائرية ممن يحاول ركوب موجة المواجهة العسكرية التي يقوم بها أبناء الجيش الباسل والحشد الشعبي ونحن بذلك لانعمم بل هناك بعض العشائر أثبتت ولائها للعراق وأهله وتحملت الكثير من الماسي والويلات بقتل أبنائها وسبيَ نسائها لكن مانريد قوله هنا وبكل صراحة هي حالة الأتكال على الغير في حل تلك المشكلات الأمنية التي عصفت بتلك المحافظات ونتيجة لتعدد الولاءات الحزبية والطائفية  والقومية تشرذمت تلك المحافظات وتحملت ماتحملت بسبب حماقات البعض وطائفيتهم من ثوار الفنادق في الخارج والمشايخ الوهابية التي سرعان ماغادرت العراق وتركت ناسها وأهلها بين فكي الحرب وداعش وذلك المصير المر وحتى تستمر تلك اللعبة القذرة وذهاب البعض الى الولايات المتحدة الامريكية والمراهنة على قدراتها العسكرية في الحيلولة دون مساعدة العراق وقواه الامنية في ردع هذا التنظيم أستغلت الاخيرة ذلك وبتنسيق ضعيف جدا مع الحكومة العراقية ولبعض الحسابات وتصفيتها مع بعض الدول الاقليمية التي حاربت ذلك الفكر المتطرف جندت أكثر من ستين دولة وبطريقة هوليود المعروفة مدعية بذلك مكافحة الارهاب الداعشي تحت مسمى التحالف الدولي لمكافحة الارهاب يصاحبها تلك الماكنة الاعلامية الكبيرة التي تريد تبييض وجهها الاسود بما فعلته وماستفعله في عراقنا الجريح وعلى الرغم من التشكيك الكبير بذلك التحالف الذي يخرج أوباما ليقول أنه يحتاج الى عشر سنين لانجاز أهدافه ومرة أخرى يخرج ليقول يحتاج التحالف الدولي الى ثلاث سنوات وهكذا..!!
في غياب واضح ومقصود لخطة عسكرية تتعامل مع الاحداث بجدية ومصداقية لاسيما انها أقوى دولة في الامكانيات العسكرية واللوجستية  وحتى تحافظ على ماء وجهها أو بعضا منه قامت بغارات صورية ضعيفة في عمليات قصف تطال مبان فارغة وتحصينات شكلية مع كثرة التقارير الغربية وبعض المراقبين الذين تحدثوا
و كتبوا وقالوا وبكل صراحة من أن تلك المقاتلات العسكرية الامريكية كثيرا ماكانت تعود الى قواعدها من غير أن تقصف أهدافها وذلك البعض الاخر من مشاهدة تلك المقاتلات وهي تحاول القاء حمولات من المساعدات للدواعش أو نقلهم لفك الحصار عنهم في بعض المناطق التي أنتصر فيها الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي وهذا الامر لم يعد خافيا على الشعب وحتى الحكومة العراقية وليس هو ضربا من الخيال أو الصاق تهم بهذا أو ذلك ومر العام وهانحن ندخل في عام جديد من غير حسم يذكر أو حتى تغيير للمعادلة العسكرية على الارض وسط تردد حكومي واضح في مفاتحة الولايات المتحدة الامريكية بذلك وبقيت تلك الغارات اليتيمة لم ترتقي الى مستوى خلق خلل يذكر في منظومة ذلك التنظيم وسط أحتقان شعبي وسخط جماهيري  ولان العالم كله يدار من محاور واقطاب برز الى العلن تحالف جديد يظم كل من روسيا وايران وسوريا والعراق مع ان الاخير لم يتبلور موقف حكومته منه بخطابات خجولة قامت بها الحكومة خوفا أو تردد من مواجهة أمريكا بفشلها الذريع في العراق وعليه فيجب أن تستوعب الحكومة العراقية الدرس جيدا وتقرأ المشهد العراقي وقد تجاذبته أطرافا دولية لاتريد له الخير والاستقرار وان ترتقي الى مستوى المسؤولية الوطنية ومحاولة الاستفادة من الحلف الرباعي قدر الامكان وأستغلال الاندفاع الروسي في مواجهة الارهاب وخلق تفاهمات موضوعية  لفتح المجال أمام المقاتلات الروسية لمحاربة داعش في العراق فمن حق هذا البلد أن يستفيد من كل فرصة ومن كل بلد أو دولة يمكن أن تساهم في محاربة الارهاب وهذا مايدعمه القانون الدولي وجميع الاعراف والمواثيق الدولية وان لايبقى العراق رهينا للولايات المتحدة الامريكية التي مازالت تتبنى مشروع (الفوضى الخلاقة) في العراق فلاتنفيذ لاتفاقيات كانت قد أبرمت بينه العراق وأمريكا من قبيل أتفاقية الاطار الاستراتيجي ولاتنفيذ لبنود عقود السلاح الكثيرة والاليات العسكرية  وتنمية الحس الطائفي والعمل على أذكائه ومساندة بعض القوى السياسية ذات البرنامج الطائفي ومحاولة أحتكار العراق ومقدراته بيدها وتعطيل دور الحشد الشعبي في تحرير كامل أرضه مع قدرته على ذلك ومساندة الفاسدين من السياسيين  وأمور اخرى كل تلك الفوضى التي مازالت تتبناها امريكا في العراق جعلت هذا البلد الجريح يعاني من الويلات في كل شي الفقر وقلة الخدمات ونقص في التعليم والصحة وعدم تنمية الموارد الاقتصادية والزراعية وعدم وضع خطط مدروسة للنهوض من هذا الواقع المرير كل ذلك سببه الانصياع الكامل لامريكا ورجالاتها في العراق وهذه فرصة ربما تكون تاريخية وأقصد التحالف الرباعي ليقف العراق على رجليه بعد الخلاص من داعش واخواتها  فقد أثبت الدب الروسي قدرته على تغيير الكثير من المعادلات السياسية في المنطقة والعالم بأسره ومنها القضية السورية التي تكالبت عليها كل الذئاب البشرية لأسقاطها في وحل الوهابية اللعينة لكنها فشلت بسبب التصميم الحقيقي لتلك الدول الكبيرة في أسقاط خرافة داعش التي روجت لها أمريكا كأبطال أفلامهم ونفخت فيها لتجعل منها (بعبعا) يخيف الحلفاء قبل الاعداء..!!
وفي الاخير يجب على الحكومة العراقية ان تصطف مع أبناء شعبها وأن تراهن عليه وليس على أمريكا وعلى رئيس الوزراء أن يتبنى هذا الخيار وأن يكون خطابه واضحا جليا لالبس فيه ولايقبل المداهنة والمجاملات على حساب دماء وتضحيات أبناء الشعب العراقي ..!!