نفرح كثيرا عندما نسمع ونشاهد ان هناك احدا او منظمة او جمعية عالمية اقليمية تشير الى العراق وشعبه وتحاول مساعدته على النهوض من واقعه الحالي الى ماهو افضل ,ونزداد سعادة عندما نشعر ان اهتمام الجميع هو للرفعة والتقدم وليس العكس ,وعندما نرى اكبر منظمة دولية في العالم تحاول جاهدة مساعدة العراق ماامكن نكون قد اقتنعنا ولو جزئيا با صوتنا باق وموجود وغير مغيب عند العالم ,ولكن عندما يكون العكس من ذلك ننزعج ونندب حظنا العاثر ونبدا باللوم وغيره من الاساليب التي تعبر عن رفض الحالة .
مقدمتي هذه اقدمها لاحتج على تصرفات المنظمة الدولية التي يفترض بها ان تكون مسؤولة عن جميع دول العالم وتتعامل معها بحيادية تامة لا بمصالح ومراكز قوى ,لقد آلمتنا تدخلات الامم المتحدة في شؤون العراق وميلها لطرف دون آخر محليا في كل الاشكالات التي وقعت بها الدولة العراقية الحديثة ,فمثلا عندما يتحدث امين عام الامم المتحدة عن الوضع العراقي وضرورة مراعاة القتلة وعدم تنفيذ احكام الاعدام بهم رغم جرائم القتل والدمار التي ارتكبوها بحق العراقيين فهذا تدخل في توجيه بوصلة عمل الدولة باتجاه خاطىء لانه يؤيد القتل والخراب وعندما تعقد مؤتمرات في خارج العراق يكون ممثل امين المنظمة حاضرا ياتي على ذكر العراق وضرورة تغيير نظامه السياسي لانه لايلائم اصحاب النفوس المريضة والذين تربطهم علاقات مع اشخاص المنظمة الدولية وهذا ايضا تدخل سافر في الشان الداخلي ,كذلك هناك تدخلات في رسم السياسة وسن القوانين الداخلية فمثلا قبل مدة صدر تصؤيح من ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق ميلادينوف ذكر فيه انه يجب عدم سن قانون الاحوال الشخصية الجعفري في البرلمان لانه لايخدم العراق المتعدد الاطياف والاديان وهذا لعمري قمة السذاجة من هكذا شخص واجبه مساعدة العراقيين وليس تاجيج المشاكل واثارة الازمات بينهم وهو تدخل سافر غير مقبول لانه يمثل انتهاكا سافرا للاعراف والسلوك الديبلوماسي في هكذا وضع ,وقد اوضحنا موقف الشعب العراقي منه وضرورة احترام خصوصياته الاجتماعية لانه ادرى بما ينفعه ويضره من غيره ,ثم موقفه من الازمات الاخيرة وبالاخص ازمة الاعتصامات فقد اصدرت المنظمة الدولية بيانات عنها دون الرجوع الى اسبابها الهادفة الى اسقاط الدولة واعادة عقارب الساعة الى الوراء ,كذلك موقفه بعد ان اتضحت صورة الجماعات الارهابية الحقيقية بعد قطع المياه عن العراق كله وبالاخص عن الوسط والجنوب هذا الموقف الخجول الذي يناغم افعال الاجرام عندما يدعو الى تشكيل لجان لدراسة المشكلة ومعالجة اسبابها دون اللجوء الى القوة ,اي منطق واي كلام هذا ونحن نرى ان هؤلاء الارهابيين ومن معه في سدة الحكم يحاولون قتل العراقيين جميعا بلا استثناء هل يجب انتظار موت الشعب لنجد الحل ام ان علينا جميعا من عراقيين الى دول الاقليم الى المنظمة الدولية اتخاذ اجراءات حاسمة ضد هذه الزمر واعوانها من الداخل والخارج ,ثم ان بقاء الحال كما هو الى امد غير محدود يزيد من آلام العراق واهله وتبقى الالسن الصاخبة الشيطانية تدس السم وترسم صورة بائسة عن العراق وتتهم اهله بالطائفية واستهداف مكون دون غيره وكأن الفيضانات الاخيرة احدثتها الدولة بينما هي من صنع الارهاب واعوانه اصحاب البوق الكاذب لدعم الارهاب فعندما ينقطع الماء ويحول الى فيضان يخرج علينا رئيس اكبر مؤسسة تشريعي في البلد ويقول ان اي محاولة للجيش لضرب الارهاب عمل غير دستوري اي لابد من موافقته وصحبه حتى نضرب الارهاب ونعيد الماء الى العراقيين ,هذا كله والامم المتحدة العتيدة تتفرج وتوغل في عدم اهتمامه بالعراق ونحن نراقب وننتظر متى يقولون بحقنا كلمة جيدة .
اقول ان الامم المتحدة اثبتت فشلها في العراق طوال السنوات الماضية وهي منحازة لاسباب عدة اهمها العلاقات غير الطبيعية مع دول الاقليم التي لايروق لها العراق مثل مثلث الشر السعودية وقطر وتركيا وهي دول ممولة ماليا لمؤسسات المنظمة الدولية وهذا الفشل من شانه ان استمر ان يعيق حركة البناء في العراق ويؤخر نموه ,اذا علينا الحركة الجادة في القضاء على الارهاب واهله وداعميه جتى من المشاركين في العملية السياسية وتخليص الشعب من آلامه دون انتظار ان تمن علينا هذه المنظمة وتلك بشيء من العطف والرحمة .