18 ديسمبر، 2024 7:43 م

العراق وتحديات المواجهة المقبلة

العراق وتحديات المواجهة المقبلة

الزيارة التي يقوم بها السيد عادل عبد المهدي إلى الرياض تأتي في ظل منعطف خطير تمر به المنطقة العربية عموماً , والعراق خصوصاً لأنها تأتي في ظل التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران والتفجيرات التي ضربت السعودية وكبدتها خسائر كبيرة وتعطيل لموارد النفط لسنوات مقبلة والتي تعتبر العمود الفقري لمملكة النفط في ارض نجد والحجاز وحملت الزيارة أهداف بحسب ما جاء من تقارير من الغرف المغلقة إذ جاء في بعض بنود الزيارة هي تبني العراق مبادرة عقد مؤتمر في بغداد لإيجاد أرضية مناسبة للحوار لدول المنطقة إلى جانب دول الخليج وإيران واليمن والأردن وسوريا وتركيا وبحضور الأمم المتحدة والذي سيكون الأول من نوعه لكونه يسعى لتسوية الخلاف الخليجي الإيراني وإيجاد اتفاق شامل حول إنهاء الحرب في اليمن وإعادة الحياة للمدنيين , والجلوس إلى طاولة الحوار لإيجاد السبل الكفيلة في تشكيل حكومة وطنية نابعة من روح الشعب اليمني , يشارك فيها الجميع كما أكد السيد عادل عبد المهدي في زيارته للرياض على ضرورة خارطة طريق فاعلة بالتعاون مع تركيا والأردن وذلك من اجل حل الأزمة السورية , وإعادة دورها العربي والإقليمي , إلى جانب إيجاد التسوية المناسبة لعودة المهاجرين من الأراضي والمناطق التي كان مسيطر عليها داعش في شمال سوريا وجنوبه, كما جاء في لقاء عبد المهدي مع ملك السعودية وبحضور ولي العهد على ضرورة إعادة قطر إلى الحضن العربي ومجلس التعاون الخليجي وبما يحقق الوحدة العربية ودول الخليج العربي .
المبادرة الثانية التي حملها السيد عبد المهدي إلى السعودية هي أمن الملاحة الدولية في الخليج العربي،حيث دعت هذه المبادرة إلى ضرورة تشكيل تحالف أمني من الدول المطلة على الخليج وبرعاية الأمم المتحدة،وعدم اللجوء إلى أي طرف أجنبي آخر في فرض سياسته في منطقة الخليج العربي،وإيجاد آلية مناسبة للتحكم في الملاحة بالخليج مع مراعاة الاحترام المتبادل بين الدول عموماً .
التحرك الذي يقوم به عبد المهدي يأتي باتفاق الرئاسات الثلاث،حيث سبقه عقد لقاءات مكثفة مع سفراء الدول المعنية بهذا الملف،إلى جانب المشاورات التي تقوم بها الحكومة العراقية مع الأمم المتحدة والتي تركزت على ضرورة أن يكون للأمم المتحدة دوراً بارزاً ومؤثراً في حل مشاكل المنطقة،الى جانب الحوارات والمشاورات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا حيث أبدت جميعها رغبة ملحة في ضرورة إخراج المنطقة من أزماتها وتفادي التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران .ربما هي محاولة من الحكومة العراقية لإعادة دور العراق المحوري في المنطقة،وإعادة الحركة للتهدئة في مشاكل المنطقة عموماً، إلى جانب درء الفتنة وإيجاد الأرضية المناسبة في حل جميع المشاكل التي تعصف بالمنطقة من خلال العراق، ليكون أرضاً للحوار لا أرضاً للقتال .