يتفوّق العراق او حكومة العراق وبأمتياز على كلّ الدول العربية وغير العربية التي تشهد وتتمتّع بأضطراباتٍ وقلاقلٍ سياسية وأمنيّة , والعراق دوماً في موقع الريادة في مثل هذا الشأن الشائن , ولعلّ احزاب السلطة وفصائلها المسلحة قد جيء بهم خصيصاً لذلك .!
وبقدر ما تسبب تظاهرات الوسط والجنوب من أرقِ وإرهاق لهذه الحكومة وقياديي احزابها , فأنّ الهمّ الذي يتسيّد كلّ همومها الأخرى هو موضوع < الكتلة الأكبر > عبر ما يسمى بتحالفاتٍ تارةً , وتفاهماتٍ بأخرى ومتغيرات يطلق عليها بعملياتٍ تبادل لوجهات النظر , وجميعها تعاني من قُصر النظر السياسي والفكري .. والى ذلك فقد يصعب على ” الإعلام ” التمييز او التفريق بين التكتيك المتبادل بين الأحزاب الكردية والشيعية ومَن ذا الذي ” يُتكتك ” على مَنْ .!
أمّا ما يسمى بتحالفاتٍ اخرى مع ” السّنة ” او قياديي السنّة , الذين لم يجر انتخابهم ” سنياً ” , كما لاتوجد اصلاً ايّ مرجعية دينية لِ ” السنّة ” وهم لا يعترفون حتى بشيخ الأزهر ومشيخته ومشايخه ., فمثل هذه التحالفات الآنيّة فمصيرها اللاحق هو الأنزواء والتهميش وتقديم بعض فضلات السلطة لمن يزعمون تمثيلهم للسنّة عبر بعض المناصب والمواقع التي تخلو من صلاحيات .
الوضع شديد الخطورة , ويضاعف من خطورته الصراع على السلطة من اركان السلطة , ويلاحظ المراقب أنّ تصريحاتٍ تتكرّر من اقطاب هذه السلطة واحزابها , فأنها تصبّ الزيت على النار جرّاء جهل هؤلاء ومراهقتهم السياسية وافتقادهم للتجارب , وخصوصاً أنّ غاليتهم لم يُشغلوا اية مواقعٍ في مؤسسات الدولة طوال اعمارهم ولا حتى كاتب صادرة او واردة , ولذا فمن الطبيعي أن ينتج ما ينتج .!