18 ديسمبر، 2024 11:18 م

العراق الحضارة والعلم، الآثار والذكريات، دجلة والفرات، وبلاد الرافدين. هذا القطر العربي العريق نسيته الشعوب العربية، وباعته الأنظمة العربية في سوق النخاسة لأمريكا، وتناسته ما تسمى بـ “الجامعة العربية” بأنه يرزح تحت الاستعمار والاحتلال الامريكي، وتآمرت عليه قوى الشر والظلام وزمر في عواصم عربية وغربية.

و يا للعار لأمة رضيت بالمذلة عنوانًا، وللبكاء شعارًا، وللتخاذل نهجًا ، وللخيانة مسلكًا، في زمن الهرولة والتطبيع الخليجي والعربي مع دولة الاحتلال والعدوان.

العراق على عتبة مرحلة سياسية جديدة وحساسة ستنعكس على مستقبله لا محالة. تتآكله الصراعات الطائفية والمذهبية والعشائرية، وتتنازعه العصبيات الدينية والقبلية، وهذه هي الطامة الكبرى، وأهم مخاطر الطائفية، والسياسية تحديدًا، أنها تقود إلى تدمير الدولة نفسها.

إن غياب الأمن والاستقرار في العراق واستمرار الاغتيالات في بغداد، هو نتيجة طبيعية لغياب الدولة، وسيطرة الأحزاب الطائفية ومليشياتها على المؤسسات العراقية الاقتصادية والأمنية.

وعليه، فإن خروج العراق من محنته وأزماته السياسية والاجتماعية والاقتصادية، يتطلب القضاء على نهج المحاصصة والفساد، ومحاسبة كل الفاسدين الذين أجرموا بحق العراقيين، واختيار الاشخاص الاكفاء لقيادته السياسية، والعمل على تأسيس الدولة المدنية، وخلق عراق ديمقراطي تعددي مستقر وموحد ومنيع يحفظ حقوق أبنائه من كل الشرائح الطبقية والقطاعات الاجتماعية ويسخر كل طاقاته الهائلة لخدمتهم.

والعراقيون وحدهم بكل مكوناتهم الأصيلة، وقواهم الوطنية الجذرية النوعية، قادرين على الاصلاح والتغيير المستقبلي المنشود والمرتجى.

صحيح أن الازمة العراقية منذ بداية الاحتلال الأمريكي وحتى الآن، هي أزمة غير مسبوقة إلا أن العقل العراقي هو القادر وحده على إيجاد الحلول الناجعة لها.