23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

من خلال الصور والأحداث التي شاهدتها في مواقع التواصل الأجتماعي المخــــــتلفة أثناء سقوط الثلج على أغلــــب مناطق العراق إن لم نــــــقل كلها يوم 11/2/2020 رسمت في ذهني صورة بسيطة لهذا الشعب الرائع – شعب العراق وكيف يتفاعل مع الأحداث بأيجابية مطلقة إن كانت تلك الأحداث مفرحة وكيف يرقص مع الحدث بطريقة تسر الناظر. بالنسبة لي على المستوى الشخصي لا أتفاعل مع الثلج حينما أجده في أي منطقة من مناطق العالم وذلك لأسباب شخصية وتجربة مريرة حدثت لي في بداية التسعينات وكيف عانيتُ الأمرين بسبب ذلك الثلج . لنترك المفاهيم الشخصية وننتقل الى الصورة العامة لجماهير العراق في بغداد على وجه الخصوص وبقية المحافظات على الوجه العام. على الرغم من الألم الكبير الذي يمر به الشعب في الزمن الحاضر الا أننا نشاهد كيف تفاعل الناس مع ذلك الحدث وكيف كانوا يصورون سقوط الثلج من منازلهم ومن الساحات العامة وكأن العراق يمر في عرس وكرنفال في غاية الروعة.

شعب العراق شعب حي لايموت وشعب يحب الحياة مهما تكالبت عليه المحن وعصرته حالات الفاقة والأحتياج لكل شيء. مجرد ساعات قليلة من سقوط ثلج يمكن ان يكون مألوفا جدا في دول اخرى لا بل انه يكون مفهوماً طبيعياً جدا ومع ذلك راح الشعب العراقي يرقص فرحا في كل مكان .

السؤال المهم جدا في هذه اللحظة التي يتبادر فيها الى الذهن ” ماذا لو كانت الحكومة المسؤولة عن العراق قد صنعت حياة كريمة للشعب كأن تكون قد مدّت طرقاً جديدة تشبه طرق الدول المتقدمة في العالم وشيدت مدارس نموذجية عملاقة لكل الأطفال والشباب على امتداد ارض العراق وماذا لو جعلت الطاقة الكهربائية لاتختفي لحظة واحدة وجعلت المستشفيات من ارقى البناء العمودي والشاقولي وحديثا ونظيفا بدرجة اعلى من كل مستشفيات العالم المتطور وجعلته مجانا لكل فرد وجعلت رواتب المتقاعدين اكثر من مليون دينار كحد أدنى… فماذا سيفعل الشعب ؟ لابد انه سيظل يرقص طوال ساعات الليل والنهار ويحتضن المسؤولين في قلوبهم مادامت هناك حياة على ارض هذا الكوكب…. ولكن كل شيء يرمز هنا في العراق للبؤس والشقاء والفقر والضياع على الرغم من امتلاك العراق كل هذا الكم الهائل من النفط والمصادر الأخرى. سلاما ايها الشعب العراقي الكريم وسلاما لكل فقراء العراق بكافة طوائفهم …احلموا…واحلموا..الا يحق لنا أن أحلم.؟