23 ديسمبر، 2024 11:09 ص

العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح

العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح

مفاوضات مارثونية, إمتدت لما يقرب ثلاث وعشرين شهرا, شغلت العالم بأسره, وأخذت حيزا كبيرا من تفكير الدول العظمى, مفاوضات متقلبة أنتجت ما يسمى بالإتفاق النووي.

الطرفان الرئيسان في الإتفاق هما: الدولة الشرق أوسطية (إيران), والدولة العظمى (أمريكا), أما الدول المتبقية فهي أطراف مساعدة في الإتفاق وتقريب وجهات النظر.

الدولتين – امريكا وإيران- ومنذ سقوط الشاه, وصعود الحكم الإسلامي الشيعي, كانت علاقاتهم متوترة وتتسم بالتصعيد.

أمريكا تعتبر إيران داعمة للإرهاب, وخصوصا من خلال عداءها لإسرائيل, ودعمها لحزب الله اللبناني, والمقاومة الفلسطينية, أما إيران من جانبها, فتعتبر أمريكا الشيطان الأكبر, ورفعت شعار الموت لأمريكا, منذ الأيام الأولى للثورة الأسلامية.

هذا العداء؛ وصل ذروته بمهاجمة الملف النووي الإيراني, والذي أفضى إلى فرض عقوبات إقتصادية, وعسكرية, وسياسية, على إيران عام 2006.

أمريكا تعلم تماما, بعدم إمكانية إنتاج إيران لقنبلة ذرية في هذا الوقت, لكنها تضغط عليها لأجل مصالح محددة, ومخطط معد مسبقا, إيران من جهتها تعلم بما تعلمه أمريكا, ولها أيضا مصالح في المنطقة, فمن خلال البرنامج النووي, يمكنها الضغط على أمريكا للحصول على مكاسب.

لعبة المصالح هذه, جعلت من التقارب بين العدوين اللدودين ممكنا, فجلس الطرفان للتفاوض, ووصلا إلى نقطة مهمة, وهي إن كلا الطرفين هو رابح بالنتيجة, كلا بحسب مصلحته.

المتابعين من دول الإقليم, ومن دول الجوار, كلاهما فسر الإتفاق حسب مصلحته منها, فالسعودية وإسرائيل, تشاطرا الرفض لهذا الإتفاق, وإعتبراه خسارة للعالم أمام إيران, في العراق إنقسم السياسيون –كعادتهم- بين مؤيد ومعارض للإتفاق, فالموالين لإيران عدُّوه نصرا, والموالين للسعودية عدوه خسارة.

إن ما يهمنا كعراقيين, هو الإستفادة من درس المصالح هذا, فكما قال الرئيس الذي أطاح بصدام جورج دبليو بوش “ليس لنا عدو دائم ولا صديق دائم إنما هي مصالحنا نتحرك حيثما تحركت”.

هذه العبارة مع الإتفاق النووي, يجب على ساسة العراق أن يدرسوها بتأني وعمق, وأن يتركوا العنتريات والتبجح بالعروبة, والتخلص من المحتل, ومن الشعارات الفضفاضة, التي صدعت رؤوسنا, خلال حكم القوميين والبعثيين.

على ساستنا أن يعلموا, أن في لعبة المصالح, ليس هناك شر مطلق, ولا خير مطلق, فليس من الصحيح إستعداء أمريكا دوما, ولا من الصحيح مصاحبتها دوما, الصحيح هو قراءة الإحتياج الفعلي لهذه البلد, وكيفية تخليصه مما هو فيه من جراح, وعقد إتفاقيات إستراتيجية, طويلة الأمد مع أمريكا, على أن تحفظ هذه الإستراتيجيات للعراق إستقلايته, وكرامته وتحقيق مصلحة مواطنيه العليا.

العراق والإتفاق النووي ولعبة المصالح
مفاوضات مارثونية, إمتدت لما يقرب ثلاث وعشرين شهرا, شغلت العالم بأسره, وأخذت حيزا كبيرا من تفكير الدول العظمى, مفاوضات متقلبة أنتجت ما يسمى بالإتفاق النووي.

الطرفان الرئيسان في الإتفاق هما: الدولة الشرق أوسطية (إيران), والدولة العظمى (أمريكا), أما الدول المتبقية فهي أطراف مساعدة في الإتفاق وتقريب وجهات النظر.

الدولتين – امريكا وإيران- ومنذ سقوط الشاه, وصعود الحكم الإسلامي الشيعي, كانت علاقاتهم متوترة وتتسم بالتصعيد.

أمريكا تعتبر إيران داعمة للإرهاب, وخصوصا من خلال عداءها لإسرائيل, ودعمها لحزب الله اللبناني, والمقاومة الفلسطينية, أما إيران من جانبها, فتعتبر أمريكا الشيطان الأكبر, ورفعت شعار الموت لأمريكا, منذ الأيام الأولى للثورة الأسلامية.

هذا العداء؛ وصل ذروته بمهاجمة الملف النووي الإيراني, والذي أفضى إلى فرض عقوبات إقتصادية, وعسكرية, وسياسية, على إيران عام 2006.

أمريكا تعلم تماما, بعدم إمكانية إنتاج إيران لقنبلة ذرية في هذا الوقت, لكنها تضغط عليها لأجل مصالح محددة, ومخطط معد مسبقا, إيران من جهتها تعلم بما تعلمه أمريكا, ولها أيضا مصالح في المنطقة, فمن خلال البرنامج النووي, يمكنها الضغط على أمريكا للحصول على مكاسب.

لعبة المصالح هذه, جعلت من التقارب بين العدوين اللدودين ممكنا, فجلس الطرفان للتفاوض, ووصلا إلى نقطة مهمة, وهي إن كلا الطرفين هو رابح بالنتيجة, كلا بحسب مصلحته.

المتابعين من دول الإقليم, ومن دول الجوار, كلاهما فسر الإتفاق حسب مصلحته منها, فالسعودية وإسرائيل, تشاطرا الرفض لهذا الإتفاق, وإعتبراه خسارة للعالم أمام إيران, في العراق إنقسم السياسيون –كعادتهم- بين مؤيد ومعارض للإتفاق, فالموالين لإيران عدُّوه نصرا, والموالين للسعودية عدوه خسارة.

إن ما يهمنا كعراقيين, هو الإستفادة من درس المصالح هذا, فكما قال الرئيس الذي أطاح بصدام جورج دبليو بوش “ليس لنا عدو دائم ولا صديق دائم إنما هي مصالحنا نتحرك حيثما تحركت”.

هذه العبارة مع الإتفاق النووي, يجب على ساسة العراق أن يدرسوها بتأني وعمق, وأن يتركوا العنتريات والتبجح بالعروبة, والتخلص من المحتل, ومن الشعارات الفضفاضة, التي صدعت رؤوسنا, خلال حكم القوميين والبعثيين.

على ساستنا أن يعلموا, أن في لعبة المصالح, ليس هناك شر مطلق, ولا خير مطلق, فليس من الصحيح إستعداء أمريكا دوما, ولا من الصحيح مصاحبتها دوما, الصحيح هو قراءة الإحتياج الفعلي لهذه البلد, وكيفية تخليصه مما هو فيه من جراح, وعقد إتفاقيات إستراتيجية, طويلة الأمد مع أمريكا, على أن تحفظ هذه الإستراتيجيات للعراق إستقلايته, وكرامته وتحقيق مصلحة مواطنيه العليا.