22 ديسمبر، 2024 7:03 م

..العراق واقع وتحديات

..العراق واقع وتحديات

لم اكن متشائماً قط في أي يوم من ايام عمري لأني أُؤمن إيماناً مطلقاً إن الله سبحانه وتعالى ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظُلمات الى النور , وكذلك أُؤمن أن الله حي بيده مقاليد السموات والارض وهو يُبدل من حال إلى حال بين طرفة عين والتفاتتها وهذا بالتأكيد يهون علينا الكثير من مصائبنا وابتلائاتنا وهذا الوصف لا يعني إننا نترك مناقشة الواقع والتعرض لهُ وفق ماتمليه علينا ضوابطنا الوطنية , والاخلاقية ,والشرعية , والموضوع الاكثر طرحاً للنقاش والحوار والمداولة هو الانفلات الفكري والثقافي لدى الأعم الأغلب من ابناء البلد وهذا الانفلات أو التخلف وَلد حالات سلبية على الواقع العراقي لاسيما في نسيجه الاجتماعي الذي اصبح عرضة للتمزيق تحت مسميات طائفية مقيتة بين هذا المكون وذاك وبين ابناء الملة الواحدة ايضاً ومن المؤلم أن نَصل الى قناعة تامة من خلال تجارب سنين عجاف من الطائفية التي جعلت الكثير من العقول ضحايا ألألاعيب وألأكاذيب واصبح الكثير من الناس يختلفون حول البديهيات وصاروا يشككون بالمسلمات ولم يعد هناك من ثوابت يركن إليها وهذا هو الخطر الأكبر فكل من هب ودب أصبح يُفتي ويجتهد في اكثر الأمور حساسية وخطورة لاسيما في قضايا الدم كما يعطي رأيه بأمور سياسية لايفقه معانيها لامن بعيد ولا من قريب واختلطت المفاهيم امام الناس حتى تاهت امامهم وضاعت عليهم أركان الثوابت واصبح البعض كالقطيع ينعق وراء كل ناعق دون الالفات الى المصلحة العامة للبلد وهذه الحالات ان لم يتم تداركها من خلال حملات توعية واسعة النطاق سواء كان على مستوى الاعلام المرئي , والمقروء , والصحف , والمجلات , ووسائل التواصل الاجتماعي  , وكافة الوسائل الاخرى فحينها لن يندب أحد حظهُ فيما لو وقع المحذور وانقلبت الامور لان ما ذكرناه قابلا أن يؤدي بنا الى الجحيم إن لم يتم تداركهُ والله من وراء القصد .