توقف أزيز الرصاص في 1988 ولم تخفت بعد ذكريات الماضي الدامي بحرب الثمان سنوات التي دفع ثمنها كل بيت عراقي وايراني .. ولم يجري ختم الحساب بعد، بدليل قبل أشهر قليلة أعيد أسرى عراقيين بعد 3 عقود من توقف الحرب، ولاتزال متعلقات لم تحسم بعد ويبدو أن النوايا ستبقى اسيرة سياسات التعنت التاريخي المتبادل .
مخطىء من يعتقد ان احد البلدين حقق غايته بالحرب ولن يُعرف فيها مَن تغلب على مَن (مباراة ودية ثمنها دماء الالاف وثروات لاحدود لها) .. “لا الثورة الايرانية صُدِرت بعد 40 عام” ففقدت الكثير من اهدافها .. ولا “الحدود الشرقية تم حمايتها” التي انتهكت من كل جانب .
كانت حرب انتقامية متراكمة لقرون .. ولو استعان طرفي الحرب “المسلمين” بروح التسامح والمهادنة التي مارسها (غاندي) و (ومانديلا) “غير المسلمين” لتوصلا لاتفاقية سلام يتم تجاهلها حتى اليوم .
ينتفي تماما معيار الكسب والخسارة عندما يتعلق الأمر بدماء الشعوب ورهن مستقبل الأجيال بمعتقدات نظرية، كون اخضاع امن الشعوب لتجارب سياسية يمثل جريمة قتل جماعي .
وهَم “روح النصر” بإعلام النظام العراقي بعد كل خسارة بمعركة وحماية البوابة الشرقية .. يقابله التبشير بالجنة لدى الطرف الآخر وهدف تصدير الثورة، كان لتجييش مجتمعات ضد أخرى وتوريث احقاد مفتعلة .
يتحقق السلام بوجود “إرادة حقيقية”و”حسن النوايا” و”احترام حق الاخر” و”اللجوء للقوانين الدولية بحل النزاعات” وتجنب “تراكمات التاريخ” .. حتما تكون أسس لترسيخ سلام حقيقي لابد منه .