19 ديسمبر، 2024 3:34 ص

العراق مَهدُكم , فارتدوا جُلبابَ حضاراته، وإلا فلن تذوقوا الحرية !

العراق مَهدُكم , فارتدوا جُلبابَ حضاراته، وإلا فلن تذوقوا الحرية !

العراق مَهدُكم , فارتدوا جُلبابَ حضاراته، وإلا فلن تذوقوا الحرية ! نجاح عباس رحيم

شعب العراق ليس غاصبا ولا مغتصبا لأحد , وعقله وخياله وقلبه وجسده وميوله إلى أبنائه الذين يرصعون جباله في الشمال ويزينون سهوله وأهواره في الجنوب . وهو يَعدهم جميعا بكل خير وأول ذلك هو الانتصار القريب على الإرهاب , حيث سيغدو أعدائه في ثوب الاندحار والخيبة , وسيضيّع الفرصة ثانية على المتآمرين كما ضيّعها عليهم في فتنتهم الطائفية خلال 2006- 2007.
إن رايات الضلالة وكلابها السود التي ادخلها أعدائه عليه , كانت معصوبة العين عن الحق والهداية ومقنّعة بنهج لإسلام زائف , فلم تدخل أو تأخذ بألباب شعبه , بل ظلت بأمر الله حبيسة في صدور هذه القلة من المنافقين لأنها أفكار شيطانية رويت بمطر أسود ملعون , فجردها الباري من دروع عنايته وتركها أهدافا لقوات الحق الأمنية لتعصف بها في كل مكان.
وعلى الرغم من دعم بعض قادة الأنظمة السياسية في المنطقة وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا لهذا التنظيم الأسود , وتقديم الحبال له وقوارب النجاة , إلا أن الله شاء أن يضلّهم ويعذّب أجسادهم بنار العراق الملتهبة في الدنيا قبل الآخرة .
فمادام الله أنقذنا بوثبة شعبنا الواحدة على هذا العدو الخاسئ الذي أراد تغيير عقيدة ونهج نبيه الكريم وأبقى على هذا الشعب بجميع مكوناته كريما موحدا من دون أن ينال من كبريائه أحد أو يجعله في متاهة الفرقة وطمع أولئك القادة المارقين , لذا ينبغي لهذا الشعب الذي كرّمه الله بالوحدة أن يسطّر بقلم واحد سطور هذه الملحمة الخالدة في البطولة والتضحية لتبقى منارا للتاريخ والأجيال القادمة وليس بأقلام متعددة ومتفرقة واحتقار وإغفال لأي مكون ساهم في درء هذه الفتنة .
ففي مشهد النصر القريب , سَيسَّرح الكورد البصر ومعهم العرب والتركمان والشبك والكلدوآشور والأيزيديين والصابئة, بنظرة واحدة إلى انجازهم الكبير ويعودون فيطوفون به على أراضيهم المحررة بسواعدهم وتضحياتهم الزكية التي باركها الله وكل الخيّرين في العالم بكل فرح وبهجة وهم يضعون قلائد نصرهم اللامعة فوق صدورهم , لأن هذا هو مشهد بلادهم وأرضهم التي حماها الله لبقية حياتهم , والموحدة بالإنسان الذي لا يفتأ يرجو الوحدة وليس التجزئة بين أقرانه في الوطن .
فلنوافق نحن العرب والكورد وجميع مكونات شعبنا على هذه الديباجة بحكمة الحكيم لقمان على أن محبة الوطن الموحد هي فوق كل مصلحة قومية وأن مهده سيبقى رمزا لوحدتنا , ومحبته اشد حبا من ذاتنا البشرية حتى يبصر الأعمى ويسمع الأصم ويشفى بها مريضنا ونحن نرتدي جلباب حضاراته الإنسانية سوية , ذلك الوطن الذي نريده والذي خصّه الله بالحرية والكرامة والمنعة وأيده بنصره.
فلن يُخطأ الكورد أو أي مكوّن آخر إذا عملوا بقوانين العراق ودستوره , بل يخطأوا إذا عملوا بقوانينهم الجزئية التي تناقض قوانين الله الكونية بألوانها الإلهية التي فرضها على البشر فينقسم هذا البلد القوي إلى أجزاء ضعيفة . فكيف يفعلوا ذلك وقد عاشوا في كنفه وحمايته حتى هذه الساعة التي ستزف بها بشرى الانتصار ؟!
وكيف يفرّطون به من دون أن يفرّط هو بهم على الرغم من تلطخ أيادي الغدر والشر والجشع وقتلة الشعوب بدماء مكونات شعبه وتدمير آثاره الإنسانية على حد سواء ومن دون سبب ؟! وهل يفرّطون به كرها بالعرب وقد كرّمهم الله بالرسول العربي ؟! أم كرها بلغتهم العربية وقد أنزل الله كتابه المبين بلسان عربي ؟! أم كرها بمهد حضاراته التي جاءت بالنور إلى الإنسانية جمعاء أو بنعمة الوحدة والدين ليحبسوا أنفسهم في صناديق جبلية صغيرة أو صحراوية كبيرة ومغلقة بلا أدنى طعم للحرية ؟! أم الأصوب أن يرتدون جلباب تلك الحضارات بنياشينها اللامعة على مد الدهر, بقلوب باركها الله بالإسلام المجيد ؟! وهل يخطأ من يعيش بوفاق وسلام في بلد ألفًّ الله بين قلوب أهله فجعلهم بنعمته أخوانا دهورا طويلة بعيدا عن البغض والانتقام وتعاقب فصول الذلّ عليهم ؟ّ! كلا , بالطبع .
وهل يجرؤا أحد على المغامرة الآن أو غدا وقد أقسموا جميعا على الولاء والطاعة له , وحذار لأي أحد منهم أن يرفع عقيرته عليه بالخطب التحريضية الفارغة ويفعل ذلك حتى وان أصابه الظلم من أولئك القتلة أو زيّن له حلمه العيش مع جنوده بالأمن والأمان بين جدران دولته الخيالية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات