22 ديسمبر، 2024 7:03 م

العراق … مَن يسرق مَن؟

العراق … مَن يسرق مَن؟

لا يقرأون، أو على الأقل لم تكون يوماً ضمن دائرة إهتمامات ساسة العراق ماتصدره منظمة الشفافية الدولية من مؤشرات لمدركات الفساد العالمي والتي تصدر سنوياً، غير مدركين لما يمكن أن يثيره الفساد من سخط السكان، مايجعله عاملاً مؤثراً في إثارة الإضطرابات الإجتماعية والتمرد، والخطر غير المُدرك على الأمن الدولي كما تشير إلى ذلك دراسة مركز كارنغي للشرق الأوسط، والتي جاءت على مصطلح “الكليبتوقراطية” ومعناه “حكم اللصوص”، ” نمط حكم يراكم الثروة الشخصية والسلطة السياسية للمسؤولين الحكوميين والقلة الحاكمة على حساب الجماعة”، وهذا مايحدث اليوم في العراق وان كان للخطاب القومي والمذهبي ولسنوات طويلة دوراً في صمت الناس، إرهاب، مدن خربة، نقص حاد للأدوية في المستشفيات، سوء خدمات، تلاميذ يفترشون الأرض بداية عام دراسي جديد، كل المشاهد، والمناظر تخبرنا بحجم الفساد الكبير الذي ينخر مؤسسات الدولة، في بلاد يمر تصريح نائب برلماني “الجميع فاسدون بمن فيهم أنا، عرض عليّ احدهم خمسة ملايين دولار لوقف التحقيق معه، أخذت المبلغ ومستمرين في مقاضاته” دون حساب لا يرتجى إصلاح خاصة والمؤسسة القضائية متهمة هي الأخرى، أو على الأقل مُسيسة، خائفة، غير مستقلة، تتقاذفها إملاءات، ودفاع الكتل السياسية المستميت عن زعاماتها وأعضائها الفاسدين، ما من مفردة أكثر رواجاً ومنذ العام 2003 حتى اليوم من كلمة “فساد”، جردة بسيطة يجعلها تتفوق على كلمة “إرهاب” الذي ضرب البلاد بعنف ومازال، مستنزفاً أبنائها ومواردها، الناس هي الأخرى فقدت الأمل بإصلاح ما، مفاسد السلطة، ومافيات الفساد أكبر، وأقوى من أي حراك شعبي ضاغط على أهميته، تحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تعاون منظمات وهيئات دولية تُعنى بالأمر مع إشاعة ثقافة مجتمعية لمحاربته.
مَن يسرق مَن؟
بالأمس؛ وأنا أستمع لحديث نائب رئيس الجمهورية وزعيم إئتلاف دولة القانون النيابية ورئيس مجلس الوزراء لدورتين انتخابيتين السيد نوري المالكي وعبر نافذة تواصله مع وسائل الإعلام مهاجماً إحدى كتل التحالف الوطني الشيعي، داعياً إياها بالتوقف عن سرقة المال العام تساءلتُ “مَن يسرق في العراق؟”، الجميع بريء، أو ينأى بنفسه بعيداً، من قبله أدلى السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني في خطاب لأنصار تيار الحكمة الوطني بمناسبة دينية وبعد أن حمد الله وأثنى على نبيه بدلوه؛ داعياً لدولة عدالة إجتماعية بلا مفاسد، قائمة طويلة لدعاة مكافحة آفة وظاهرة خطيرة، كل منهم يرمي بكرة النار على الآخرين، ليبقى السؤال حائراً، باحثاً عن إجابة “مَن يسرق في العراق؟”