23 ديسمبر، 2024 1:55 ص

العراق من الديموقراطية الى الفوضى السياسية

العراق من الديموقراطية الى الفوضى السياسية

ليعلم الجميع وبكل صراحة ان الاغلبية من افراد مجتمعنا لا تؤمن بالديمقراطية ،ولم تتعود عليها ،وان النقلة النوعية التي ارادتها الويلايات المتحدة ، من التعود على الانظمة الشمولية بقدرة قادر الى النظام الديموقراطي ، انما هي نقلة اريد بها ان يتجه الشعب المسلح بسلاح جيشه السابق الى الحرب مع نفسه ، وهي اي الويلايات المتحدة مهدت كل السبل الكفيلة بالوصول الى هذا الهدف ، ابتداءا من السماح لجموع الرعاع من سرقة السلاح من معسكرات الجيش وصولا الى سرقة المال العام وتسخيره لتشكيل العصابات المنظمة ، ولتمول الاحزاب من الناحية الاخرى بهذا المال المشاع لكل من تصدى للعملية السياسية ، والنتيجة لا قادة استطاعوا ان يمارسوا الديموقراطية ولا ناخب استطاع ان يختار الصحيح ، الكل ظل يحفر وراء الكل من اجل اسقاطه ، وظلت العملية الديموقراطية المطبقة في غير اوانها عامل تدهور المجتمع بدلا من تقدمه ، وظلت الحرية المتاحة تفهم على انها تعني مخالفة القانون ، وتحدي النظام العام ، واستمر هذا التحدي ،في التجاوز على المال العام او مصادرة اراضي وممتلكات الدولة ، او مصادرة الارصفة والدفع بالناس للسير في بحور الشوارع ، والتعرض لمخاطر الطريق ، 
او ان البعض الاخر فهم الحرية على انها المساحة بلا حدود لان يعمل الفرد ما يحلو له ، متجاوزا التقاليد والعادات ، ولغرض توضيح الصورة اكثر لينظر اي منا الى العشائر التي كانت هي من يضبط ايقاع التصرف الفردي ، نراها اليوم هي من تجاوز ما تعارف عليه المجتمع ،فتساند اوتبرر اعمال ابنائها الخاطئة او انها تحكم بما عفى عليه الزمن ، حتى وصل بها الامر ان تتقاتل بسلاح الجيش السابق لاتفه الاسباب ، وتدفع بالدولة لاختزال قوات جرارة من عمليات مقاتلة داعش من اجل فض نزاعاتها ، كل هذا ،نتيجة عدم ترك مساحة للتهيئة والاعداد للديموقراطية واليوم وبعد كل هذه الاعوام التي مرت على تطبيق وممارسة الديقراطية ونتائجها العكسية نعود لنذكر الدكتور ابراهيم الجعفري الذي تحامل على كل من نادى بهذه الفترة المهمة والضرورية ، نعود اليه قائلين اذا كانت المنطلقات خاطئة فالنتائج تكون هي الاخرى خاطئة، ورغم علمي انكم لا تؤمنون بما قاله سارتر ، ولكني رغم ذلك ساذكركم بما كان يؤمن به حيث يقول ،يجب ان لا نخوض معارك خاسرة لكي نثبت ان منطلقاتنا خاطئة ، لان ما قمنا به تسبب في خسارة فادحة لنا ولعراقنا الحبيب، ولشرائح كثيرة من هذا الشعب الذي كان عليه ان لا يؤمن بان الويلايات المتحدة التي وقفت وراء صدام اكثرمن ثلاثة عقود وهو يقمع شعبه ، بانها هي من يريد له المستقبل بالديموقراطية المستعجلة ، اذا لم يك وراءها نوايا لا يعلمها الا الله، ونتائجها تبرز كل يوم امام انظار الجميع…..