تعني تنظيم شبه عسكري يتكون من مواطنين متطوعيين مهمته Militia
الدفاع عن البلاد حال تعرضها للخطر , هذا مختصر لتعريف المليشا لغويا وهو كما يبدو ينصرف الى حالة المدح لا الذم , اما المليشا اذا وجهت لتحقيق مصلحة حزبية او فئوية او السعي لتحقيق اغراض بعيدة عن المصلحة الوطنية فهنا المشكلة السلبية وحالة الذم … اذن مفهوم المليشا سلبا كان ام ايجابا ينحصر لا في المفهوم اللغوي او التصور بل يتحدد من خلال تعريف الاصطلاح والهدف والوظيفة والمصداق ….
من هنا نطبق ما قلناه على الحشد الشعبي وفق الوظيفة والهدف المنشود له فسيكون نعته بالمليشا هي المنقبة والسمو والعلو لا المثلبة والعيب لانه ثبت بالقطع ان الحشد الشعبي يمثل المقاومة الشعبية للدفاع عن جميع الاراضي العراقية ويقدم الدماء الزكية بكل سخاء و شجاعة واقدام .ان العراق في تاريخه القديم او الحديث لم يغفوا ويصحوا يوما الا في ظل المليشات فالدولة العثمانية رغم جيشها الجرار استخدمت مليشا الانكشارين لحماية امنها الداخلي , وثورة العشرين مادتها واساسها مليشا العشائر واسلحتهم المتواضعة لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني وبعد ان اصبح العراق يخضع للنظام الجمهوري ظهرت مليشا الكفاح المسلح ومليشا الحرس الوطني , وبعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية ورغم ان العراق كان يملك اقوى سادس جيش ترتيبا في العالم النظام المحلول لجا الى تشكيل مليشا الجيش الشعبي وبعد انتهاء فترة غزو الكويت شكل مليشا جيش القدس , رغم ان مليشات النظام البعثي لم يتطوع احد لها شعبيا بل كانت تفرض بالاكراه على العراقيين وحتى على البعثين انفسهم .بعد 2003 شهد العراق ظهور اعداد كثيرة من المليشات تابعة لاحزاب شخصيات سياسية واليوم هي معروفة للجميع بعنوان ((المليشا الشيعية)) التي ساهم في التشهير والشهرة لها الحملة التي يقوم بها الاعلام العربي بدافع طائفي بغيض رغم ان بعض هذه المليشات حلت او دمجت بالقوات المسلحة او حول اعضاءها بوظائف مدنية … لكن هناك تغافل او غفلة عن(( المليشات السنية )) التي تشكلت بحجة مقارعة الامريكان التي كانت وظيفتها الى اليوم اغراق الشارع العراقي بالدم وبعضها انضم الى عصابات داعش الارهابية ومنها- الجيش الإسلامي في العراق- كتائب ثورة العشرين- الجبهة الإسلامية للمقاومة- جيش عمر- حماس العراق- المجلس العسكري لعشائر العراق- أنصار الإسلام العراقية- جيش المجاهدين العراقي:- جيش رجال الطريقة النقشبنديةفاذا كانت ((المليشات الشيعية ))
بكل مسمايتها رغم اختلاف مرجعيتها ورؤيتها توحدت في هدف واحد هو مقاتلة داعش فماذا بشان المليشات السنية ؟! اين هي اليوم تقف مع داعش او ضدها ام هي محايدة؟!سؤال يوجه الى رئيس لجنة المصالحة الوطنية في الحكومة السابقة الذي كان يعلن بين الحين والاخر في الصحافة والاعلام ان بعض هذه الفصائل نزعت سلاحها ودخلت ضمن الصف الوطني ولكن في حقيقية الامر ليس هكذا فالمليشات الشيعية مهما كانت سلبيات البعض منها قد بيضت صفحتها الوطنية لمواجهتها داعش وتقديمها القرابين والتضحيات الجسيمية في حين لا زالت المليشات بالطرف الاخر صفحتها سوداء.. كلامي هذا لا ينطلق من بعد مذهبي بل من تحليل منطقي ولا تنسوا ان مذهبي يستند على المعرفة العلمية .في النهاية لا تتوقعوا ان المليشات في العراق ستنتهي وهو امر من المستحيلات واذا حصل هذا فاعلموا انه حصل اعجاز في العراق يجب شكر الله عليه .تحية لمليشا مدن لم يستطع داعش تدنيس ارضها كما في مدينة حديثة في الرمادي ومدينة امرلي في كركوك ومدينة نبل والزهراء في سوريا .
[email protected]