18 ديسمبر، 2024 4:48 م

العراق : ملاحظاتٌ ملحوظة – غير ملحوظة !

العراق : ملاحظاتٌ ملحوظة – غير ملحوظة !

A \ لابدّ أنّ الكثيرين من الجمهور قد شاهدوا ” خلال الأيام الماضية ” يافطاتٍ معدنيةٍ كبيرة الحجم وجرت هندستها بعناية ” ومنصوبةٍ على اعمدةٍ حديدية , وتمّ وضعها او نصبها في تقاطعاتٍ من الشوارع وفي بعض ” الجزرات الوسطية ” وفي أمكنةٍ تجذب الأنظار نحوها , وبرغم حجم هذه اليافطات لكنّه مكتوب في وسطِها فقط : < 13 حزيران > ! ودونما ايّ كلمةٍ او حرفٍ او رمزٍ لهذا التأريخ القريب جداً .! , ومع أنّ هذا الأسلوب الجديد – الفريد يجري استحداثه لأول مرة ” وربما لآخر مرّة ” , إلاّ أنّه بلا شكّ يسبب نوعاً من التشويش الذهني لشرائحٍ غير قليلةٍ من الجمهور , وأقلّ ما يقال عنه : < لماذا ذلك > وايضا لماذا فتح بوابات التأويل فيما يراد التبشير به سلباً او ايجاباً .!

ملاحظتنا الخاصة – الإستنتاجية الأولية بهذا الشأن , بأن لو كانت ايّ جهةٍ سياسية معارضة لنهج الحكومة الحالية هي التي وضعت تلك اليافطات , فكان لابدّ من الأجهزة الإستخبارية ومرادفاتها أن قامت برفع وازالة تلك اليافطات المبهمة خلال دقائق , وربما جرى اعتقال الأشخاص الذين يتولّون نصبها .! , وهذا الإستنتاج يتيح للمتلقّي او القرّاء معرفة مَنْ يقومون بذلك .!

نضيف ايضاً أنّ عدد او اعداد تلكُنَّ اليافطات بدأَ يقلّ ويتناقص بشكلٍ ملحوظ ” خلال جولةٍ ميدانية هذا اليوم في بعض ارجاء العاصمة , وربما في طريق ازالتها ورفعها ” .!

B \ وردَ في إحدى وسائل السوشيال ميديا لليلة امس خبراً لافتاً وجاذباً للأنظار والحواس الأخرى , أنّ طائرة الرئيس بايدن هبطت في قاعدة ” عين الأسد ” غرب العراق , واجتمع الرئيس الأمريكي بالسفيرة الأمريكية والسفير البريطاني في العراق والسّت بلاسخارت , مع منع ايّ مسؤولٍ عراقيٍ لحضور اللقاء .! , الخبر هذا انتشر كالنار في الهشيم ومن المحيط الى الخليج , لكنّه يفتقد للحدّ الأدنى من مقومات وتوصيفات الخبر في علم الإعلام , ويضاف لذلك أنّ الرئيس الأمريكي في صدد القيام بجولة اوربية ولعددٍ من دول الشرق الأوسط , فلماذا يتحمّل عناء الساعات الطوال لرحلة طيرانٍ الى هذه القاعدةالجوية لمحادثة هؤلاء السفراء الثلاث بدلاً من التحادث معهم عبر وسائطٍ مؤمّنةٍ اخرى , وعلى الأقلّ .!

C \ نقلاً عن صحيفة ” الشراع ” اللبنانية التي نشرت لكاتبٍ عراقيٍ ” ليس من القومية الكردية ” , بأنّ السيد مسعود البرزاني في صدد اطلاق مبادرة سياسية قد تنهي حالة ” الإنسداد السياسي ” في الأسبوع القادم .!

المبادرة المفترضة هذه لا تقتصر على حل معضلة رئاسة الوزراء , بل تهدف الى حل الخلاف الكردي – الكردي حول منصب رئاسة الجمهورية , والمبادرة ايضاً لن تغيّر حق السيد الصدر في تشكيل الحكومة بأعتباره الفائز في الإنتخابات بعيدا عن الكتلة الشيعية الأخرى المعروفة , وستغدو بدايةً لحلّ الخلافات الشيعية – الشيعية و الكردية – الكردية , والمضي في استحقاق وإحقاق كلتا رئاستي الجمهورية ورئاسة الوزراء .! , وفقاً للصحيفة اللبنانية والكاتب العراقي الذي انفردَ بعرض وتقديم الحلّ المرتقب .!

برغم المكانة السياسية – الدولية التي يتمتّع بها السيد مسعود البرزاني , إلاّ أنّه وبعيداً عن هذا المقال , ففي رؤى الإعلام , والشارع العراقي ايضاً , فيصعب ” نفسياً على الأقل ” زرعَ قناعةٍ ذهنيةٍ مبكّرة بأمكانية حلٍ لهذه المعضلات المتفاقمة وبدفعةٍ واحدةٍ لجميعها , في مثل هذه المبادرة , وفي هذا التوقيت بالذات , والذي سبقته مبادراتٌ جمّة من اطرافٍ وجهاتٍ عدة , انتهت الى فشلٍ كان متوقعاً ومرصوداً على الصعيد الجماهيري , وأبعد من ذلك ايضاً .!

قد تهيمن علائم التعجب والإندهاش وتفرض سطوتها على بعض شرائح المتابعين , عن سبب عدم تناول القنوات الفضائية والصحف لمثل هذه الأخبار وسواها , والتي يجري عرضها عبر وسائط التواصل الإجتماعي , لكنّ هذه العلائم ما تلبث ان تتلاشى ! , حيث الفضائيات والأذاعات والصحافة تتحمّل مسؤوليةً قانونيةً في نشر أخبارٍ غير مؤكدة بنسبة 100 % 100 او نحو ذلك , بالرغم من أنّ بعض ما يجري نشره في السوشيال ميديا قد يكون صحيحاً او جرى تسريبه عن عمدٍ لسببٍ او لآخرٍ خاص , وعلى المتلقّي محاولة الموازنة في هذه التوازنات الدقيقة وغير الدقيقة , ومتابعة ما بعدها ممّا يقفز او يطفر من اخبارٍ اخرى ” هنا وهناك ” , ولا شكّ أنها مهمةٌ صعبة في عالم الصعاب الأثيري – الفضائي , والأرضي كذلك .!