7 أبريل، 2024 8:52 ص
Search
Close this search box.

العراق.. مدرسة الفساد الأولى

Facebook
Twitter
LinkedIn

الفساد موجود في كل زمان ومكان وهو يتشعب في شتى المجالات المالية والإدارية والأخلاقية والسياسية والأدبية.. لا تكاد تخلو منه زاوية من زوايا الحياة وهو مع هذا الانتشار فهو بدرجات متفاوتة فتارة يكون ملحوظا يؤثر في المجتمع وتارة يكون غير محسوس لوجود سلطة قوية وقانون حازم وفي كل الأحوال فإن محاربته مستمرة بشتى الطرق وفي كل الظروف وكثير من المجتمعات نجحت في الحد منه بل والقضاء عليه… أما هنا في العراق فإنه له حجم وشكل وطعم آخر الفساد في العراق صار ثقافة وسلوك ينتهجها كل أطراف المجتمع والفضل في ذلك هو للطبقة السياسية التي حكمت البلد بعد 2003 فاغلبهم لا يعرفون شيئا عن إدارة الدولة وتأسيس الحكومة أغلبهم ليسوا ذوي تحصيل علمي وأن وجد من له مستوى علمي فهو غير ممارس لفشل في شخصيته وما أكثرهم… الفساد في العراق يتجسد اولا في السياسي الذي تدفعه مصالحة الشخصية لاسناد مفاصل الدوله لاقربائه أو أعضاء حزبه فكل فرئيس الجمهورية يعين بناته واخواته وإخوانه معه بصفة مستشارين دون أن يكونوا مؤهلين لذالك ورئيس الوزراء يسند إدارة مفاصل الدولة لأعضاء حزبه بغض النظر عن كونهم يتمتعون بمؤهلات لتلك المناصب آمن الطبيعي أن الفاشل يمثل بوابة مهمه للفساد مثلا رئيس الوزراء يعين علي الأديب أو عامر الخزاعي مستشارين وهم أثبتوا فشلا في كل منصب تولياه.. ويبدو أن ضعف شخصية رئيس الوزراء الحالي التي أدت إلى تعيين مثل هؤلاء بمنصب رفيعه.. أمر آخر مهم جدا في شيوع الفساد كثقافة في العراق وهي المحاصصة الحزبية والطائفية والمناطقية ودخول رجال بزي رجال الدين في السياسة فافسدوا السياسة والدولة وسحبوا نظرة سلبية للدين بصورة عامة حتى صار المعمم السياسي رمز الفساد وايقونته… ويبدوا أن العمامة بشقيها السني والشيعي هي وسيلة للحصول على مكاسب مادية باستغفال السذج من العراقيين فهي وسيلة استجداء دعم الشارع البسيط لهم كل هذه الأمور التي أصبحت جزء من الحياة اليومية في العراق جعلته مدرسة لتخرج المفسدين وينبغي أن نذكر أن مبالغ العمولات أو ما يعرف بالكومشن ارتفعت من 2.5 عام 2003 إلى 25 بالمائة عام 2017 ومن الطبيعي في ظل هذا الفساد المرتفع ان يغري المفسدين ورؤس الأموال المشبوهة بالقدوم للعمل في العراق عبر نوافذ هي الأخرى غير مشروعة مثل الرز الفاسد والشاي والأدوية الفاسدة مادامت الحكومة تحصل من توريد هذه الصفقات على منافع مادية شخصية وحزبية اما الشعب فلا يجوز التفكير فيه لان التفكير فيه يعني وجود ضمير حي وشعور بالمواطنة وهو أمر يعني افتقار الطبقة السياسية… لذا ادعوا العراقيين الابتعاد عن تقديس رموز الفساد مهما اختلفت تسميتهم وزيهم والخلفية التي خرجوا منها وأن يضعوا العراق فقط نصب أعينهم فعلى العراقيين أن يتمعنوا في 14 عام مر من حياتهم ولم تشهد أي خطوة للأمام الا ان كان يعتقد الشعب أن تحالف مقتدى مع العبادياو زيارات الصدر لدول عربيه لأغراض شخصية ومصالح مادية هي إصلاح فحينها اقول ان الشعب يستحق ما يعانيه

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب