ابتدأ مقالي هذا بالقول انني لست فيلسوف زماني ولا كاتب محترف ولا اعتاش على ما اكتب وانما اكتب باستقلالية وصراحة تعبر عن الوجع العراقي الكبير والاكبر من كل هذا الدنيا بماسيها واحزانها، اذن انا واعوذ بالله من كلمة انا صاحب رأي يحتمل الصواب والخطأ. انتهى
نعم .. ماذا كسبنا من العرب والعروبة والعجم والاعاجم طيلة هذه السنين ؟ ونحن الذين سعينا من اجل العرب والعروبة ودفعنا دما ومالا وبذلنا الغالي والنفيس من اجل هذه الامة التي قابلتنا بالجحود والانكار لتلك المواقف الاصيلة ( استثني سوريا قيادة وشعبا فقد وقفوا وقفة مشرفة مع اهل العراق في محنتهم ) ونفس الشيء ينطبق على ايران وتركيا ايام امبراطورياتهم المتخلفة والذين جعلوا منا نحن العراقيين ( عربجة ) توابع لهم حتى قسموا العراقيين الى صنفين فهذا تبعية عثمانية وهذا تبعية فارسية او صفوية. فاستغلوا اموالنا وثرواتنا ابشع استغلال وجعلوا من دولنا واحة للجهل والتخلف حتى قيام الحرب العالمية الاولى والتي انهت الوجود العثماني المريض والحمدلله ورب ضارة نافعة كما يقال.
اتفاقية سايكس بيكو ١٩١٦ قسمت الامة العربية الى دول وقبل بهذا التقسيم زعماء الامة تلبية لطموحهم الفج ومطامعهم القذرة في سلطة ورياسة هنا وملكية وامارة هناك فامست العرب عبارة عن عراقي وسعودي ومصري الى ٢٢ قطر عربي وامست العروبة حدود وسفارات وجوازات وفيز واقامات ..اليس هذا واقع الحال وما نعيشه الان ؟
اذن متى ننتهي يا عراقيين ونلتفت الى بلدنا ومصالحنا نحن ؟ قتلنا بعضنا البعض .. شردنا بعضنا البعض .. هجرنا بعضنا البعض ..( ثردنا) بدم بعضنا البعض .. خربنا بايدينا بيتنا الكبير العراق .. انت سني وانا شيعي .. انت كردي وانا عربي .. الى اين ؟ والنتيجة الى متى نبقى ( قشامر ومجانين ) ؟
لدينا دولة حدودها من زاخو الى الفاو ربعها تحت سيطرة الارهاب وعلينا تحرير هذا الارض ولدينا بلد خرب ومتخلف وبنى تحتية متهرئة بحاجة الى ٣٠٠ مليار دولار من اجل اعادة بناءها وتحديثها ولدينا شعب ٣٥ مليون نسمة بحاجة الى العمل والمأكل والملبس والسكن بحاجة الى الخدمات من ماء وكهرباء ومجاري وبحاجة الى علاج ودواء ولدينا وبالملايين ارامل وايتام وشيوخ ومعاقين فقدوا معيلهم وهم بحاجة الى رعاية الدولة قبل ان يصبحوا ضد الدولة والشعب والوطن فهم بيئة مناسبة جاهزة لاستثمارهم في الجريمة والارهاب ان لم نحتضنهم ونرعاهم ونضعهم على الطريق الصحيح ولدينا مهجرين ونازحين ومهاجرين ومشردين ولاجئين ينتظرون الدولة وجهودها للنهوض باعبائهم ولدينا ولدينا الكثير الكثير من الدمار والخراب الذي عمره ٣٦ عاما من الحروب والحصار والصراع الطائفي القذر.
الدول العربية وايران وتركيا سوف لا تنفعنا بشيء ابدا فهي دول قائمة بحد ذاتها الان ولها حدود ولها سياسات ومشاريع وخطط لبلدانها ولمواطنيها والعراقي الوافد والمقيم فيها هو حاله حال اي مقيم اخر على اراضيها ليس له اية خصوصية بسبب ظروفه الصعبة الحالية. دعونا نلتفت الى بلدنا واهلينا لا فائدة من دول الاقليم يا جماعة الخير ان كانوا عربا او عجما انهم يستغلون خلافنا وانقسامنا لمصالحهم وليس حبا باحد منا. اما انتم عائدون اما انتم منتهون ؟؟؟
اللهم اني بلغت .. اللهم فاشهد.