18 ديسمبر، 2024 7:07 م

العراق لا يحتاج الى متفقهين دين يسرقون أمواله ويقطعون اوصاله ولا يدفعون الظلم عنه

العراق لا يحتاج الى متفقهين دين يسرقون أمواله ويقطعون اوصاله ولا يدفعون الظلم عنه

هنالك العديد من الأمور يثيرها البعض ويصورها على انها جزء من الشرع الديني وذلك غير صحيح خاصة فيما يتعلق بدفع الظلم والضيم والتسلط والفساد والسرقات. فالشعوب والافراد لا تحتاج الى متخصص في الدين لكي يفتي لها حين الدفاع عن النفس والمال والعرض والظلم والجور. وابسط الأمثلة هو ان الفرد منا اذا تعرض الى ان يمد أحدا يده في جيبه ليسرق محفظته او نقوده او حاجياته لا يحتاج ان يطلب من السارق ان ينتظر لكي يسأل الفقيه فيما اذا يجيز له ان يدافع عن ماله وممتلكاته؟! هذا لا يستقيم مع الطبيعة ولا ينسجم مع الأعراف والتوجهات البشرية و لا حتى الحيوانية. واذا كان ذلك يتعلق بمسألة فردية تعتبر بسيطة مقارنة بالظلم الذي تتعرض له الشعوب فذلك اجدر واهم بالدفاع عنه ومحاربته بكل الوسائل المتاحة. وقد قيل فيما سبق (لو ان الفقر رجلا لقتلته). هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فمن قال ان الفقيه المعني سوف يقف مدافعا عن الناس ومن قال انه لا يمكن ان يقف مع الظالمين ومن قال انه لم يكن ظالما هو نفسه؟ اذ ان الفقيه ما هو الا شخص درس الشريعة وتخصص بعلومها فهو قد يخطأ وقد يصيب وغير معصوم من الذنوب والمعاصي والزلل وليس من الضروري ان يكون سيفه ضد الظلم بل قد يكون مع الظالم ضد المظلوم وما المدعو كاظم حائري الا مثال على ذلك وغيره الكثير.

 

هناك العديد من الذين تخصصوا في الدين و اطلق عليه تسمية (مرجع) وهو في حقيقته لا يدفع الظلم ولا يقف مع الناس ضد الفساد والظلم والتسلط والتبعية وقد يكون مع المحتل وقد يكون ذيل للدول الأخرى وقد يكون مجرد جامع للخمس وما شابهها وبطبيعته البشرية يكون محبا لتلك السلطة الدينية وتقبيل الايدي والارجل والتمسح بالثياب و(البصاق) وما شابه من الناس الجهلاء. بل وهناك العديد من هؤلاء المراجع افتوا بإراقة الدماء وقتل الأبرياء ومساندة الفاسدين ونشر الرذيلة والتفوه بألفاظ معيبة ومخلة بالذوق العام.

 

اذا تعرض الشعب للفساد والاحتلال والظلم والتعسف والذل والهوان وسلب السيادة وتمزيق الوطن ودفع الناس للاقتتال واكراه الناس على مذهب او دين او عقيدة وتدمير المقدرات الوطنية وما شابهها فلا المنطق ولا الدين ولا الشريعة تجبر الناس على الخضوع والاستكانة. ولا يحتاج فقيه في الدين ان يقرر بان على الشعب ان يدافع عن حقوقه المغتصبة! وكما قلنا ويقول المنطق ان ذلك الفقيه قد يكون مع الظالم ومع المحتل ومع الفاسد فكيف بنا نلجأ اليه.

 

في الحقيقة والواقع ان الإسلام المحمدي هو نفسه جاء ثورة على الواقع الفاسد حينها وجاء ليصحح الواقع العربي والإنساني ليكون حافظا لكرامة الانسان ومحررا إياه فعندما يقول ان العبودية لله وحده معناه تحرير للإنسان من عبودية غير الله. وما كان محمد (صلى الله عليه واله واصحابه) الا ثائرا ضد الظلم والطغيان والفساد والفقر والجهل والتعسف وما خرج الحسين الا من اجل ذلك الإصلاح. محمد العربي ذلك النبي العظيم الذي عندما اخذ اسرى كفار قريش بعد معركة بدر فك اسرهم مقابل تعليمهم أبناء المسلمين القراءة والكتابة أي انه اعطاهم وضيفة وكرمهم ولم ينعتهم بآنهم (بعثيون) علـى سبيل الاستعارة وليس الواقع رغم ان البعثي هو مسلم قد يكون افضل اسلاما من العديد من المراجع الملطخة أيديهم بالدماء (اليس كذلك يا المدعو كاظم حائري الفارسي)؟! انت الذي عشت في ظل البعث معززا مكرما ولم يقتلك البعثيون الذين انت قتلتهم اليس كذلك أيها الابله المخرف انت تفتي بقتل العراقيين في الشوارع؟! ويل لك من يوم تسود به وجوه وتكشف به الاسرار.

 

الخلاصة هو ان المرجع الديني يجب ان يكون مدافعا عن الناس ضد الظلم والفساد والتخريب والسرقات والقتل مساندا لهم في الدفاع عن وطنهم اذا تعرض لاحتلال عسكري او غير عسكري. أي لا يقف مع أمريكا والصهيونية واحتلالها للعراق ولا مع الفرس وتدخلهم السافر المقيت المذل و يقف مع الشعب ضد الظلم والقهر والعبودية. اليس ذلك ما قام به محمد العربي الأصل والمولد والانتساب والتوجه وكل شيء ذو القران العربي والدين العربي والصلاة التي لا تجوز الا باللغة العربية وكل شيء فيه عربي؟ وعليه فان العراق وشعبه اذا تعرض لاحتلال من أي نوع كان وفساد من قبل حكامه (التابعين لإيران) لا يحتاج الى ثرثرة متفقه في الدين زورا وبهتانا مثل كاظم وغيره. كما ويجب ان يكون المعيار من الان فصاعدا للذين يتصدون لمرجعية الدين هو ليس فقط انشغالهم بجمع الاخماس والتبرعات ولكن المعيار الجديد يجب ان يكون مدى وقوفهم مع الشعب من اجل حقوقه وإصلاح شأنه وتخليصه من شراذم الفاسدين ومخالب المحتلين من أمريكا والصهيونية والفرس هذا الثالوث الشيطاني المنبوذ.