21 مايو، 2024 5:26 ص
Search
Close this search box.

العراق لا يحتاج المتلونين !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

لعن الله كل شخص وظف جهده ووقته لايقاد الفتنة بين الشعب، ولعن الله مرتين كل  المراهنين على تقسيم العراق ارضا وشعبا، وخاب ظن كل الحالمين بأدوار هامشية لحساب أجندات خارجية بغض النظر عن التبريرات، ولا بارك الله في اي مسعى تشم منه رائحة العبث بالمتحقق من استقرار في العراق، لأن الضحية هو شعب يدفع يوميا من دماءه الزكية ما هو كثير، فيما يتوسد مسؤولون أذرع أجنبية وأجندات ضيقة ، ومع ذلك لا تقر عيونهم الا خارج العراق، بينما يتحفونا بتصريحات رنانة تأنف مسامع المواطنين الاصغاء اليها ، الذين يكررون على أنفسهم تساؤلا غريبا من نوعه.. “أي زعيم يرجى منه خيرا وهو يخاف النوم في بغداد مثلا!!
نسمع يوميا ونتابع بحزن يغلف القلوب الأخبار المتعلقة بقوافل بريئة من ضحايا الحقد على العراق وأهله، دماء زكية وطاهرة تسيل يوميا على أرض الرافدين، لأن البعض يأكل في يد من خيرات الوطن ويحفر لزرع الغام الفتنة في الأخرى، بعد ان بات العراق بالنسبة اليه حنفية نفط لاشباع نزواته، وتوفير مستلزمات ما يسمون الوجاهة الجديدة، رغم أنه ينظر الى الشعب وهمومه من ثقب باب نزواته الشخصية.
وفي واقع سياسي مؤلم كالذي يعيشه العراق وأهله، وفي تنافس محموم على المصالح والمميزات، ومزاجيات سياسيين معكرة ليل نهار، وتقاعس واضح عن تحمل المسؤليات ، عبر ” فهلوة” تحميل طرف بعينه مسؤولية ما يجري، بعيدا عن كل واقعية ومصداقية، نقول انه ضمن خروقات من هذا النوع ،مقابل اغفال متعمد لهموم المواطنين، فانه يجب تشخيص عناوين الفشل وأصحابها، والانتصار لأي جهد وطني حتى لو اختلفنا مع بعض أولويات صاحبه، فمن العبث الاعتقاد بأمكانية ادارة العراق من خارج الحدود، أو عبر خلط الأوراق على أسس شخصية ، يغلفها تلون المواقف، من تفضيل أمن عائلته والمقربين على أمن العراق وخدمته، أو الاصغاء المزمن لنصائح الغريب وغض الطرف المؤلم عن أخوة العراقي.
ان العراق بحاجة الى مشروع وطني حقيقي عابر لكل انواع وأشكال المحاصصات والتوافقات، يستند الى ثوابت واضحة وركائز قادرة على تحمل المفاجئات من الحلفاء قبل الخصوم، مثلما أن التفكير بتجمع عراقي يرفض الطائفية ويمنع التخندق لغير العراق بات أولوية مطلقة، لأن البكاء على الأطلال لن يبني وطنا، مثلما ان الوقوف على التل ليس من صفات الشجعان، وكم نحن بحاجة الى أخلاق الفرسان في هذا المخاض العسير، سواء في طي صفحة الماضي أو انتقاد مسيرة وخيارات ما بعد الاحتلال، بحيث يصبح التباهي الطائفي جريمة وتهديد وحدة العراق وشعبه عملا ارهابيا.
ونحن بحاجة ماسة الى فصل ممنهج للسياسة عن الدين، ليس لأن الأخلاقيات والمباديء مختلفة في الحالتين، بل لأن العراق ولد من رحم التعايش السلمي والخليط المتجانس في بودقة عراقية جميلة، وأعتقد أن رئيس الوزراء نوري المالكي يمتلك حظوظا أكثر من غيره لدفع القارب بالاتجاهات الصحيحة، لأسباب عديدة من بينها أنه وجد حلفاء حقيقين من خارج الخندق الطائفي، مثلما كسب من الأنصار ما هو كثير لأنه دافع عن عراقية البلاد وأهلها، أنصار كانوا حتى الأمس القريب في خندق أخر، ما يعطي صورة واضحة عن الهواجس الحقيقية للعراقي، انها ببساطة العيش بسلام بعيدا عن كل المظاهر المذهبية والعرقية الضيقة.
ولكي لا يتهمنما بعضهم بمجاملة المالكي أو توجهاته، فاننا نقولها بالفم المليان والذهن الصافي، ان العراق لا تقوده الهواجس ولن تبنيه المجاملات والطاولات المستديرة في أجواء من الرفاهية المطلقة خارج العراق، بل تنهض به السواعد التي ترى الحاجة في عيون أبنائه، مثلما تبنيه الأرادة بمشاركة الجميع في هذه المهمة الوطنية، خاصة وأن العراقي لحد هذه اللحظة، ورغم ما تكالبت عليه ارادة الشر، نقول ان العراقي لم ينجر الى الفتنة الطائفية لكنه حشر فيها ظلما وبهتانا، بدليل أن سياسيين دفعوا دم قلوبهم لاعادة الروح الى هذه الفتنة، لكنهم فشلوا كما هي مشاريع وأحلام العصافير التي راودت بعضهم لتقسيم العراق، ما يضع على كاهل رئيس الوزراء واجب العمل على تغيير الدستور من ناحية واعادة هيكلة المؤسسات على ثوابت عراقية، وتفعيل قانون العقوبات بصرامة لكي لا تأخذ بعضهم العزة بالاثم أكثر من اللازم، وأن يدفع بسفينة العراق الى الأمام دون الخوف من الفرقاء لسبب اضافي كبير هو أن الغالبية العظمي من الخصوم لن يجدوا لهم مكانا في المرحلة المقبلة، لأنهم حلبوا العراق ولم يخدموا شعبه، فهل يفعلها المالكي ويشكل حكومة عراقية قوية، طالما أن غيره ينحت في صخر المزيد من الفشل.
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب