بعد التصريح الاخير لقائد الحرس الثوري الايراني تعقيبا على تصريحات لوزير الخارجية الامريکية ضد الارهابي قاسم سليماني ودوره المشبوه في العراق وسوريا والتي قال فيها بأن هذا الارهابي قد حرر الشعبين العراقي والسوري! اعلن السفير الإيراني في العراق ايرج مسجدي، يوم الاربعاء الماضي، أن العراق بحاجة لإيران مشددا على إن بلاده مستعدة لتقديم كامل الدعم للعراق بشكل عام، وهذين التصريحان يأتيان بعد تطبيق الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية على إيران، وهما يهدفان للعمل من أجل إظهار النظام الايراني على إنه صديق وسند للعراق ولايشکل أي خطر أو تهديد ضده.
الولايات المتحدة التي جعلت حل الميليشيات التابعة للنظام الايراني إحدى مطالبها ال12 وتطالب بإصرار إنهاء تدخلاته في العراق والبلدان الاخرى، فإن النظام الايراني وفي لعبة مفضوحة يحاول الإيحاء بأنه قد لعب ويلعب دورا إيجابيا في المنطقة عموما والعراق خصوصا، وإن مسجدي عندما يٶکد بأن نظامه مستعد لتقديم كامل الدعم للعراق بشكل عام، فإن العراقيون يتذکرون جيدا کل تلك المآسي والمصائب التي وقعت على رٶوسهم منذ إنتشار النفوذ الايراني في العراق.
السعي من أجل تجميل الوجه والدور القبيح للإرهابي قاسم سليماني في العراق والمنطقة إضافة للسعي لإظهار النظام الايراني وکأنه سند قوي للعراق في حين إن جميع مکونات الشعب العراقي بما فيهم الشيعة أيضا يشککون في الدور والنشاط الايراني في العراق ولايعتبرونه إيجابيا بل وحتى إنهم يطمحون ويتمنون إنهائه تماما، فالعراق وبسبب الدور المشبوه للنظام الايراني قد تضرر ويتضرر بصورة واضحة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والفکرية والاجتماعية، إذ أن هذا النظام يتدخل في کل شاردة وواردة في العراق.
خوف النظام الايراني من أن يتراجع دوره في العراق ويستلم زمام الامور في العراق رجال يرفضون التدخلات السافرة لهذا النظام، يتزايد يوما بعد يوم خصوصا بعد أن صار هذا النظام ضعيفا ولم يعد کالسابق إضافة الى أن الضغوط من کل الجوانب مستمرة ضده مع إستمرار الاحتجاجات الداخلية بصورة ملفتة للنظر وهي إحتجاجات مستمرة منذ إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي تقودها وبإعتراف خامنئي نفسه منظمة مجاهدي خلق، ولأن الملف العراقي صار ذو علاقة وإرتباط بقضية العقوبات الامريکية على النظام الايراني، فإن الاخير يحاول جهد إمکانه العمل بشتى السبل من أجل الاحتفاظ بدوره ونفوذه في العراق خصوصا وإنه يحاول جعل العراق خطا أماميا له في أية مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة الامريکية ولکن الشعب العراقي الذي صارت عنده حالة إشباع من الحروب والمواجهات لايرغب أبدا من يجعل نفسه کبش فداء لمغامرات طائشة بلا نهاية لهذا النظام.