19 نوفمبر، 2024 9:54 ص
Search
Close this search box.

العراق قبل داعش؛ العراق بعد داعش

العراق قبل داعش؛ العراق بعد داعش

تستذكرنا الاوضاع التي يمر بها العراق في هذه الايام الى زمن البعثفاشي الصدامي اذ كان العراق على شفا الانهيار  فيما ابواق النظام كانت تتشدق بالانتصارات والهزائم التي تلحقها بالامبرالية،،، لذلك فأن قراءة الوضع العراقي قبل داعش وبعد داعش تعطي صورا اخرى ليست ببعيدة عن تلك، جاءت نتيجة السياسات الانفرادية التي تبغي تمشية مقاليد الامور بعيدا عن مصلحة الشعب والبلد بكل السبل الممكنة.

 

قبل داعش وقبل حوالي اربعة سنوات بدأت ماكينة صناعة الاتهامات ( مستشارو دولة رئيس الوزراء)  التي تخضع لسلطته مباشرة واشراف ايران بشكل غير مباشر الى صناعة الازمة تلو الاخرى من اجل ترسيخ نهج جديد للحياة في كل المجالات في العراق ابتداءا من اختيار نوع ولون الجوارب والحجاب للطفلة وصولا الى نهج اختيار مواضيع دراسات الماجستير والدكتوراه،،،،، الاوضع في العراق بدأت بالتأزم بعدما قوى عود المالكي اذ بدأت بأزمة الصراع مع قائمة اياد علاوي بعد  انتخابه بفضل اتفاقية اربيل التي تنكر لها، حول الهيئة الاستراتيجة وما نتج عنها وحولها كمدخل لسلطة تشاركية افشلت بأفضل الصور، ثم تلتها الازمات التي ما ان ينتهي العراق من ازمة حتى يصنعون ويهيئون اخرى، جاءت ازمة طارق الهاشمي، والعيساوي، ثم ازمة اقليم البصرة واقليم صلاح الدين واعتبر الحديث عن الاقاليم من المحرمات الدولية ومن الجرائم ضد الانسانية وفقا للرؤية العراقية التي يروج لها اصحاب الافكار المالكية،،،  ثم جاءت ازمة قوات دجلة قرب كركوك والنفط والغاز مع اربيل، وازمة الموازنة، وازمة الاتهام والعمالة لهذا الحزب او ذلك التحالف بعدما انتفضت الجماهير بوجه الممارسات الاقصائية والتهميش الذي كان ولايزال يمارس ضد المحافظات التي قامت بالتظاهرات،،، وكان قبلها قد تم قمع تظاهرات ساحة التحرير ببغداد، ثم ازمة البيشمركة وصناعة واستخراج وتصدير النفط في اقليم كوردستان، ولم تنتهي ألا بقرار غير انساني تنبعث منه رائحة فاشية تمثلت بقطع الميزانية الخاصة برواتب موظفي اقليم كوردستان …  وقبل داعش ايضا جاءت ازمة قمع تظاهرات الفلوجة والرمادي بالاسحلة والقتل في خطوة استباقية لكي لايعزز وجودهم في العملية السياسية من خلال الانتخابات النيابية، وبعد داعش في التفكير  في كيفية ايجاد منافذ امنة بأتجاه الحدود الاردنية.

 ففي وقت كان الناس والسياسيين يفكرون بحل أزمة لم تمضي ايام واسابيع ليجدوا في الايام التالية وقد اندلعت ازمة اخرى، ينسون الاولى ليفكروا بالثانية، وهكذا الثالثة والرابعة والى التاسعة ولاتزال.

 

كان هذا شكل السلطة المالكية قبل داعش يتغير ويظهر شكلها الهرم، المتفتت من الداخل ، لتظهر الوجوه على حقيقتها كم كانت تمارس الكراهية ضد ابناء الشعب وتقف بالضد من مصالحه، وليس اقل دليل على ذلك هو ما صرحت به علانية النائب حنان فتلاوي المليئة حقدا،  من انها كانت لمدة اربعة سنوات تقف بالضد من ارادة الشعب العراقي ولم تسمح بأنهاء ازمة المناطق المتنازع عليها لأجراء الاستفتاء وحل المشكلة، التي تعد بمثابة العقدة  نحو بناء السلطة والحكومة العراقية بشكل قوي ، كواحدة من اكبرتحديات تواجه تعزيز الفدرالية في البلاد .

 

قبل داعش عشرات المرات كانت تصريحات دولة رئيس الوزراء بخصوص المادة 140 من الدستور تنبعث منها رائحة التملص والتبجج بالدستور من انها انتهت بعد نهاية 2007 ، ولم يصفه احد بالعمالة والخيانة، واليوم بعد داعش وبعدما انهار الوضع الامني في تلك المناطق وباتت قوات البيشمركة وقوى الامن الداخلي في اقليم كوردستان هي التي تسيطر عليها، يستنكرون  الامر اذا الساسة في اقليم كوردستان قالوا ان المادة 140 قد انتهت ،،، فشتان قبل الحالتين رغم ان دولة رئيس الوزراء قبل داعش بايام قد وافق على الية التعويضات الخاصة بالمرحلين من تلك المناطق وفقا لتصريح من شبكة الاعلام العراقي ..

 

قبل داعش كان سيادة دولة رئيس الوزراء المبجل، القائد الاعلى للقوات المسلحة، في مناسبة وبدون مناسبة يقول انهم يهيئون قوات مسلحة قادرة على حماية العراق،  ويتم تسليحها بافضل الاسلحة والمعدات، وبعد داعش تبين انهم كانوا يهيئون قوات مسلحة،،، عفوا (مشلحة)  من ملابسها ورتبها باسرع مما يمكن، ولم تكن هناك لا افضل الاسلحة ولا احدث المعدات فلم تظهر في الصور غير اسلحة وخردوات قديمة ومدرعات لاتستطيع ان تقف في وجه حاملي بنادق الية وسط الموصل وعلى مشارف بغداد وديالى.

 

قبل داعش كان اغلب الساسة العراقيون عند الحديث عن اقليم كوردستان والفدرالية تنهمر الاتهامات بالعمالة ومن ان الاقليم لايحترم العراقيين ،،، واليوم بعد ظهور داعش وشقيقاتها واخوانها وبعدما اثبتت سلطات اقليم كوردستان العكس، واستضافت مئات الالاف من النازحين من الموصل وتلعفر وتكريت والرمادي والفلوجة من الشيعة والسنة والمسيحيين والشبك والصابئة وغيرها من المكونات، اصيب افواه هؤلاء بالشلل، لايستيطعون حتى الاشادة ولو بكلمة ثناء لتلك السلطات التي كانت في مخيلتهم من انها غير عراقية ولايهمها شأن العراقيين.

 

قبل داعش كانت هناك تصريحات مستمرة من قبل دولة رئيس الوزراء وزير الامن الوطني والداخلية،  من ان الحدود العراقية مقدسة، ولن نتهاون في قطع يد من يمسها، واليوم بعد ظهور داعش من تحت الارض هناك اصبحت تلك الحدود وخاصة باتجاه سوريا  ساحة لمن لاهوية له، اصبحت مباحة من قبل داعش والثوار والمسلحين والارهابيين وقطاع الطرق والمجاهدين،،، واصبحت بعد داعش الحدود مع السعودية قصة اخرى، ومع ايران الدخول والخروج بدون رقيب وحسيب .

 

العراق قبل داعش كان في ازمة كهرباء خانقة اثبتت فشل حكومة المالكي، كانت في ازمة توفير امن عصيبة، واليوم بعد داعش لم يعد هناك حاجة للحديث عن بسط الامن لأن المواطنين يتجولون بأمان بين بغداد والسامراء وبيجي، وبين كركوك وطوزخورماتو وسليمان بيك وبالعكس،،،، وفقا للاوضاع بعد داعش التي تتطلب ان يحمل كل واحد معه الاف الدولات، ووفقا للرتب والمناصب و الانتماءات.

 

العراق قبل داعش كان الحديث عن المجهود الحربي والتطوع للقتال، والجهاد من الامور المضحكة لأنها من بدع حزب البعث، واليوم بعد داعش باتت هذه المجالات ساحات اخرى للفساد الاداري و نهب اموال السلطة، والعودة بالتفكير  الى ايام البعثفاشي عند عمل حملات المجهود الحربي والتطوعي ،،، اليوم تلك الحملات تختلف اذ لاتخرج من اطار الحاق الشلل بمؤسسات السلطة ،، فمؤسسة اعلنت انها تهيئ الاليات للمجهود الحربي، وهي لاتستطيع توفير تلك الاليات لرفع النفايات عن ابواب مؤسساتها.

العراق قبل داعش كان التستر على الجرائم التي ترتكبها المليشيات التي تتبع السلطة امرا مفروغ منه، واليوم بعد ظهور داعش باتت الجرائم تنكشف، وسيأتي يوم اجراء المحاكمات والتحقيقات عن تلك الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الانسانية للطرفين لداعش وماعش،، ( ماعش ) حسبما شرحه لنا احد اعضاء مجلس النواب العراقي هي ( المليشيات الايرانية في العراق و الشام ).

وهناك الكثير في العراق بحاجة الى التوثيق يشير الى الادارة الحكيمة لدولة رئيس الوزراء قبل داعش وبعد داعش ماهي ألا تغيرات طارئة، لا يعرف احدى الى متى ستستمر.

أحدث المقالات