مرت عشر سنوات على تغيير النظام السابق او البائد وعلى الفوضى العارمة التي ضربت العراق منذ عام 2003 ولحد الان ويبدو ان الحل بعيدا جدا واذا استمر الوضع على هذا الحال لفترة اطول فان النتائج ستكون وخيمة جدا لدرجة يمكن ان تهدد وجود العراق كدولة لان العراق صار يحتوي شعوبا عديدة وليس العرب والاكراد فقط وهذه الشعوب منقسمه على نفسها انقسامات حادة جدا فهناك الشعب الطائفي التي تقوده التخبة الدينية والتي تريد ان تجر الشعب العراقي الى القرون الوسطى المظلمة حيث يعيش سليم الاول العثماني واسماعيل صفوي وهناك الشعب العشائري الذي يهز مؤخرته لكل من تزوج امه واصبح عمه وهناك الشعب العلماني المتنور الذي يصفى كل يوم دمويا ومعنويا لانه يرفض التهجير من القرن الواحد والعشرين وهناك الشعب المؤمن والشعب الكافر وهناك والشعب الوطني والشعب الخائن الذي تسيره اجندات اجنبية وهناك شعب مسالم وشعب ارهابي وهناك شعب ضحية وشعب جلاد وهذه الشعوب تتصارع مع بعضها وكل يدعي انه على حق والاخر على باطل وان الله معه والاخر معه الشيطان وهكذا اصبحت الناس مشغولة بصراع عبثي لانهاية .. فالعراق الان بلد في قمة التخلف الاقتصادي بلا صناعة ولا زراعة والتجاره بيد تجار الصدفة والدليل اننا اصبحنا نستورد كل شىء من ملابس نساءنا الداخلية الى البصل ومن الماء السعودي والكويتي الى البن والتمر والايراني وهذه ابسط الاشياء ونحن نملك خمس ملايين موظف يعملون في القطاع العام يقبضون رواتهم من واردات النفط الهائلة التي اصبحت قادرة ايضا على تغطية تكاليف معاول الهدم في العراق من مليشيات الارهاب المقدس الطائفية التي تمهد الطريق لظهور الامام الغائب او عودة الخلافة الاسلامية الراشدة في الوسط والجنوب والغرب الى المليشيات القومية في الشمال التي تناضل لتحقيق شعارتها المقدسة في ( امة كرديه واحدة .. ذات رسالة خالدة ) .. ان الشعب العراقي الان اشبه بمن يركب سفينه متهالكه ( العراق ) وسط بحر هائج سمائه ملبدة بالغيوم في ليل مظلم القمر فيه محاق ينظر الى السماء يبحث عن نجوم تهديه ( رموز وطنية ) ومع الاسف يبدو ان العراق والشعب العراقي صار عقيم غير قادر على ولادة او انتاج مثل هؤلاء الرموز التي تاخذ بيده الى شاطيء الامان والذين يدعون الان انهم رموز وطنية هم في الحقيقة مثل المواد الغذائية التي فقدت صلاحتها منذ امد بعيد واصبحت مثل السموم .. التجارب المرة التي نعيشها كل يوم تقول هذا وليس نحن.. انهار الدم التي تجري في العراق تقول هذا وليس نحن .. الفساد المقيم في العراق يقول هذا وليس نحن.. لهذا العراق والشعب العراقي الان في ورطة تاريخية حقيقية …