23 ديسمبر، 2024 6:30 ص

العراق في مواجهة  الصحراء

العراق في مواجهة  الصحراء

مع ان التوقيت قد تأخر في الاتيان بالرد لكن يأتي متأخرا خيرا من يوئد في قاعة القرار السياسي, لكن طالما اخترنا المواجهة بعد موت طويل لابد من الاقدام بخطى استراتيجية قادرة على الاحاطة بالموقف ومايمكن ان يتشظى من ذلك الموقف, والا فأن العراق لايملك خيار سوى اتمام المهمة واسدال الستار, وبخلاف ذلك سنجد اننا نغادر المشروع السياسي ما بعد 2003برمته, لا كما يتصور البعض انها معركة تقبل الوقوف على اتجاهين خسارة وتراجع , أوانتصار وغلبة,  منحسرة النتائج باخفاق حكومة , فاليوم مايجري في صحراء الانبار مواجهة مابين مشروعين , متضادين , في التنشأة والايدلوجية والحركة, مابين امتداد ديمقراطي لمذهب سياسي ومابين مد ايدلوجي متطرف لايعرف سوى لغة الفتوى والتكفير , بغية صناعة خارطة سياسية دولية اقليمية يكون العراق فيها احد دعاماتها الاساسية, غير ان المتغير في طبيعة الصراع وانتقال العناوين في ميزان الاقطاب الشرق اوسطية فرض على ان تكون داعش ومن لف حولها من قاعدة ونصرة  وغيرها من الحركات الشاذة في مقص تأقليم الاظافر بعد تعثر وانحسار المشروع التركي القطري السعودي الرامي الى نقل الحركة السلفية والتكفيرية خارج تضاريسها من اجل الوصول الى بيئة سياسية متقاربة معها من حيث الشكل والمضمون, وكما هو مؤشر وواضح فأن صناع المشروع قد فشلوا في تحقيق مواطئ قدم لهم في الكثير من الدول التي تعرض لوابل مايسمى بالربيع العربي, فنجد ان الثالوث الاقليمي الدولي قد اخفق في الاحتفاظ باذرع سلطوية له داخل مصر وتونس وسوريا وليبيا , مع خلاف واختلاف غربي امريكي في تقيم وتأييد مايجري هناك بعد ان كان من الداعمين لذلك, وهو ماتوضح في طبيعة مواقف الغرب حول مساندته لمواجهة الارهاب في المنطقة والتأني في اسقاط الاسد خوفا من ان يكون البديل القادم نسخة سياسية تكفيرية, ولذا نجد ان موقف مجلس الامن الدولي من قضية المعارك الدائرة مابين الحكومة العراقية وقوى الارهاب في غرب العراق , يصب في تأييد ومساندة العراق في التخلص من وباء الكفر والتكفير في رمادي العراق, وهو مايجعل مغذيات الارهاب من قوى دولية تتراجع في حجم دعهما لتلك المجاميع , حتى لاتسقط في فخ العداء الامريكي, وعليه لابد للعراق السلطوي اليوم الاستفادة من تلك المعطيات من دعم ووفاق دولي بشكل عملي في ميدان مواجهة فلول المشروع الديني المتطرف , وحقيقة ان مايجري الان في وقائع المعارك الدائرة في الانبار تبين ان هنالك قصور كبير في طبيعة العقل العسكري العراقي  الذي يدير ارض العمليات , فلماذا تتعمد الحكومة العراقية سياسة النفس الطويل وتراهن على الوقت , فالأمر بات لايحتمل المزيد من استهلاك الزمن لطبيعة المعطيات المطروحة فوق منصة الحدث, فليس من المنطق الاستسلام والوثوق بثبات المواقف وسكون الدول , فمن بات صامتا رغم انفه من الداعمين والصانعين للارهاب ربما سيحرك ويتحرك مع ما تفرزه بوصلة الاطالة , من جانب اخر ان التركيب الداخلي لمحتوى الخارطة العراقية وضع ينذر بالكثير من القراءات اذا ما تعطل الحسم وربما اذا ما تأخرت ساعة الصفر سيكون العراق في مواجهة السرطان التكفيري عبر اكثر من جبهة وجهة.