22 ديسمبر، 2024 2:27 م

العراق في قصر نهايتهم…

العراق في قصر نهايتهم…

1 ـــ عندما كان الحرس القومي الأخير عادل مهدي, شاباً عقائدياً, كانت مهمته في قصر النهاية, تعذيب المواطن حتى الموت, بعد تجاوزه منتصف السبعين, توقف في آخر المحطات الجهادية, مستعرضاً تاريخه المرقع بالأنعطافات الحادة, “وحدة وحرية واشتراكية” للبعث, “وطن حر وشعب سعيد” للشيوعي, ثم “التخريف المنفلت” للمتمذهبين, مستقيلاً مستقلاً مقطراً, بالأحتيال واللصوصية والخيانات المهذبة, فتوافقت على مواهبه, المشتركات الأمريكية الأيرانية, واوكلت اليه مهمة تصفية العراق.

2 ـــ على جسر التزوير الفاضح, لسائرون والفتح, وحبربشية الأحزاب الكردية والسنية, عبرَ الشباطي الأخير بكامل ادواته الخيانية, الى قصر نهايتهم, حيث العراق سجيناً, المجتمع العراقي, المعروف بعراقته وتاريخه الوطني, لا يخلوا من الحثالات, مجاميع جندتهم ودربتهم وافسدتهم الأختراقات, ثم صقلتهم حرس ومحققين وقتلة, وادخلتهم سجن قصر النهاية, الممتد من زاخو حد الفاو, مجاهدين بلا حدود, بيشمرگة بلا حدود, مثلما كانوا فدائيين وجحوش بلا شرف, انسلخوا عن اهلهم ووطنهم, وككل العبيد, صهرتهم الطاعة والدونية والأذلال, تحت اقدام الأرتزاق بلا حدود.

3 ـــ العراق سجين قصر نهايتهم, لو لم يكن من بيننا حراسه ومستجوبي قلبه العظيم, لما كان سجيناً, ولا ترملت بغداد, حضيض لا يشرف عراقي, يستجوب ذاته في وطن, والمبلل برذائل الأسوأ, لن يخجل ان تلطخت سمعته بدماء اهله, شلل من “هتلية” الأحزاب الشيعية, صلت على قبلة الأرتزاق في “ذاك الصوب”, بيعة لخالة المذهب واستقرارها, اعادوا قتل الحسين (ع) وربما, سيلبسون السواد على قتلهم وطن وسبي عاصمته, لماذا كل هذا الأنحطاط؟؟؟, سؤال لا جواب له, فالقلوب التي انسلخت عن القيم الوطنية والأنسانية ومخافة الله, وحشت قلوبها السوداء, بعلف الأيمان بالدولار, ستتآكل ارواحها على قارعة الجواب.

4 ـــ يصرح فلان “نحن اسقطنا النظام” ويتعنتر علان “اخذناهه وما ننطيهه” ويرطن فلتان “بالمقبولية” كالديكة “تعوعي ورجليهه (بحشاكم)”, في فوضى الأنتكاسات, تتغول الحثالات وتتصدر المشهد احياناً, على الواقع العراقي الراهن, تمكنت وبدعم خارجي, ان تشكل من بينها حكومة, غريبة الأطوار والنسيج والمهمات, يجمعها هدف تاريخي واحد, اضعاف الدولة وتفتيت العراق, والأشراف على اتمام بيع اجزاءه ثم كاملاً, كيانات ما كانت جزء من المجتمع العراقي ــ ولن تكون ـــ, الأنتفاضة… ليس الا الأنتفاضة طريقناً وطريقتنا, سوف لن يخسر المواطن فيها اكثر مما خسر, لكنه سيربح نفسه والوطن, ويحرر العراق, من سجن الألف عام.