17 نوفمبر، 2024 5:46 م
Search
Close this search box.

العراق في عهد الحلبوسي

العراق في عهد الحلبوسي

لم يكن كامل الجادرجي وجعفر ابو التمن ومحمد حديد وحسين جميل ومحمد رضا الشبيبي مجرّد ساسة يحفلون بالمواقف الوطنية ، بل كتباً غنية لحقبة من الزمن الصح . كانوا جميعا يريدون دولة تقوم على العدل الاجتماعي ، ونظام سياسي يحفظ كرامة الإنسان ، كان ذلك جيل البناء والاجتهاد ونقاء الضمير، جيل آمن بأن العراق لوحة كريستال جميلة، إذا فقد جزءاً منه فقد مبرر وجوده وتناثر.
ونحن نقرأ سيرة هؤلاء الرجال اليوم ، نجد من الصعب أن نحدد إذا كان الواحد منهم يتصرف داخل البرلمان باعتباره ينتمي إلى طائفة معينة أم إلى حزب بعينه . يبدو ذلك مستحيلا، بل من المحظورات أن تجد رجلا بحجم جعفر ابو التمن يتحدث بالطائفة والعشيرة والمكوّن ، لا يمكن ان يحسب السياسي على طائفته ، إلا في زمن أمراء الطوائف ومراهقي السياسة ، زمن أصبح فيه كل شيء سهلا، المال العام أصبح خاصاً، والمنصب لا يسعى إليه من خلال الاجتهاد والعمل والخبرة، بل الوسيلة إليه هي التزوير والانتهازية والمحسوبية. ، هل شاهدتم السجال ” اللاوطني ” بين ” الناشطة المدنية ” عتاب الدوري و”خليفة حنان الفتلاوي ” في التوازن رعد الحيدري ؟ لا تعليق على هذا السجال سوى أنتظار الى اي حزب سينتمي عزت الشابندر في الانتخابات القادمة ، بعد ان تقلب من حزب الدعوة الى القائمة العراقية ، وطار الى دولة القانون وبيده مشعان الجبوري ، أنا أنصحه بالانظمام الى حزب اتحاد القوى الوطنية لصاحبة السياسي ” المخضرم ” محمد الحلبوسي صاحب نظرية ” العراق في وقته الحالي بحاجة الى وزراء يحملون لمسات عشائرية ”
ما هذه البلاد التي يقول فيها نائب نريد عدالة في السيارات المفخخة بين السنة والشيعة ، ؟! ما هذه البلاد التي تدير ظهرها للجواهري وتسمّي بعض شوارعها باسماء زعماء لدول الجوار ؟ .
ربما سيسخر البعض مني ويقول : يارجل لماذا لاتتوقف عن متابعة يوميّات ” زعاطيط السياسة ” ألا تشعر بالملل؟ ما الذي تريد ان تصل اليه ، وقد تحولت من كاتب عمودي صحفي ، الى كاتب ” فيسبوكي ” تتنظر ان يعطف عليك الاصدقاء بلايكات الأعجاب ، سؤال أراه وجيهاً مئة بالمئة ، ومطلوب من ” جنابي ” أن يكون جوابه أكثر وجاهة، فأنا ياسادتي الأعزّاء ، مجرّد مواطن عراقي مغلوب على أمره ، لا أجيد غير مهنة الكتابة ، أبحث عن دولة قابلة للتطور في وطن قابل للحياة. عدالة اجتماعية وتوازن في الخير والمحبة ، لا في السيارات المفخخة ، ما ذنبي اذا كان البعض يرى في ما اكتبه نوعاً من الـ ” بطر ” .
يخبرنا النائب الحلبوسي ان مهمة حزبة هي إعادة الحياة الى مدن العراق ، وهو قول فاسد شكلاً ومضموناً ومعاد ، وتردّد كثيرا على ألسنة صبيان السياسة ، الذين يهللون لطهران وانقرة والرياض ، فالحقيقة المؤكّدة أن العراق أكبر من كل الصغار الذين يريدون تقزيمه وأهانة تاريخه ، حين يربطون مستقبله بحزب الحلبوسي ، وخطب ” المالكي ” .

نقلا عن صفحته الشخصية ـ فيس بوك

أحدث المقالات