19 ديسمبر، 2024 5:52 ص

العراق في زمن الكوليرا..

العراق في زمن الكوليرا..

في سابقة تعد الاخطر في البلاد بعد فشل الحكومة في معالجة ملف الخدمات والوضع الامني المتأزم، ضرب مرض الكوليرا منطقة ابو غريب والتي تقع ضمن حدود العاصمة بغداد، ما اسفر عن وفاة العديد واصابة العشرات بهذا المرض الفتاك..

ولعلنا نجد انفسنا امام تساؤل، هل نحتاج للكوليرا في هذا الظرف الصعب، خاصة وان مناطق عديدة تفتقد لابسط مقومات الحياة ومنها مناطق اطراف بغداد، التي تحاول الحكومات المتعاقبة بعد 2003 اذلال ابناءها تارة لاسباب طائفية واخرى لاسباب سياسية كبدت الاهالي الكثير من الخسائر.

الجميع يعلم ان منطقة ابو غريب  تعاني حصاراً عسكرياً واهمال متعمد بالخدمات منذ سنوات كما عانت من عمليات تهجير قسري وتزوير في حصصها الانتخابية ومنع وصول حتى المواد الاغاثية والتموينية اليها.

ويبدو ان حكومة العبادي، غير آبهة لما يجري الان في هذه المدينة التي تعيش ظروفاً قل نظيرها والتي تضم مخيمات النازحين الذين لجؤا اليها بعد اندعلت المواجهات في مدنهم وكانت مسرحاً لعمليات عسكرية وانتقامية، وكما هو سلفة (المالكي) الذي تعمد اهمال الواقع الصحي في البلاد، وكل ما يتعلق بتوفير كل مستلزمات العيش الكريم، فاننا نجد ان الحديث عن سعي الحكومة الى انتشال هذه المناطق من هذا المرض الفتاك قد يكون ضرباً من الخيال.

ان من الاسباب التي تؤدي الى استفحال مرض مثل الكوليرا، الذي يفترض ان العراق خالي منه، هو سوء شبكة المياه الصالحة للشرب، ولن نستغرب ما جرى في ابو غريب من انتشار للمرض وهي التي تحتاج الى اعادة تاهيل وبناء شبكة مياه جديدة صالحة للشرب، قد تنتشلها من هذا الوضع المزري.

لكن محافظ بغداد (علي التميمي) اكد في تصريحات صحفية ان من بين الاسباب التي ادت الى ظهور المرض في قضاء ابو غريب هو مشروع ماء ابو غريب الذي تعرض قبل نحو عام الى اعمال ارهابية ما ادى توقفه بعد حدوث اضرار تقدر كلفة اصلاحها بنحو مليار ونصف دينار، اذن ووفقاً للازمة المالية التي تعيشها البلاد والتي كان سببها سوء الادارة السابقة التي هدرت المال العام بشكل مؤسف وغير مسؤول فان ابو غريب ستبقى على حالها وهو امر قد يشمل مدن عراقية اخرى تعاني نفس الاهمال وسوء الادارة والفساد.

لا اعتقد ان قرار مجلس الوزراء بصرف 10 مليارات دينار لشراء مادتي الكلور والشب لمواجهة هذا الوباء كفيلة بالقضاء عليه، ان جل ما يحتاجه بتر لمواضع الخلل، عل العافية تعود لهذا البلد..

أحدث المقالات

أحدث المقالات