27 ديسمبر، 2024 10:59 ص

العراق في زمن الكوليرا

العراق في زمن الكوليرا

يمر البلد بعواصف من الأزمات، وبوابل من المصائب الظاهرات والمخفيات، والعالم لا يبالي، ومن حقه أن يغظ النظر، لأنهم يشاهدون الساسة العراقيين الذين يتصدرون، عندما أصبحوا سبباً للبلاء والمصيبة، وأنهم صعدوا على أكتافنا، ونحن من وضعهم على كراسي الحكم، وجعلنا منهم رجال سياسة، وهم باعة متجولون وأصحاب بسطيات، في الدول الغربية!
بعد أن ضاقت بنا السبل، وذقنا سوء إختيارنا لهذه الشخصيات، التي تمثل مجموعة من السراق، وبعد أن وصل البلد الى الهاوية، عرفنا بأننا كنا على خطأ، فخرجت الناس من أجل الإصلاح، ولكن ما من مجيب.
الأمثال في العراق كثيرة، ونحن نعلم أنها تضرب ولا تقاس، ولكن المثل القائل (جمل الغركان غطة)، فانه يضرب ويقاس على ما يمر به البلد تماما،ً من تفجيرات وخطف وسرقة للمال العام، حتى يأتي ما يزيد الطين بلة، زائر قبيح ومزعج، وهو مرض الكوليرا (لتكتمل السبحة)، سيما وأن الوباء لم يأتِ إلا بسبب سوء الخدمات، وعدم المتابعة من الحكومة لأحوال الشعب، إذن للحكومة يد بهذا المرض، وهي سبب رئيسي بهذه (الغطة)، التي أغرقت الشعب بأوجاعه، وما خفي كان أعظم.
جميع الخسارات المتكررة والمحتملة، تخلف وراءها جيوشاً من الثكالى، والأيتام، والمعاقين، والمرضى، ولا عزاء لهم إلا بكتابة قصصهم على الجدران، أو نقشها على الماء، فتذهب أحلامهم أدراج الرياح، وبات الساسة الفاسدون يتمتعون بهذه الإنجازات، التي تحققت على أيديهم السخية بالقتل، والعنف، والسرقة، والزائر الجديد القديم المرض، وما أدرانا ماذا سيكون بعد الطائفية وداعش والكوليرا، إنها قصة شعب لم يعرف طعم الراحة، بل سطر الآمه فوق الجبال، والسهول، والصحاري، والانهار، ولكل منها نصيب وفير، فأمست قصصهم تروى على ألسنة الشعوب.
أوضاع العراق تبدو مثل ساعة متأخرة، فلا الحكومة بإمكانها أن تتجرأ، لإعلان النهايات الصحيحة لإصلاحاتها السلحفاتية، ولا هي قادرة مع مؤسساتها على وضع خطط للطوارئ، وأبسط مثل عودة مرض الكوليرا.
السيد رئيس الوزراء ليس قادراً فك شفرة الفساد، الذي نخر جسد البلاد، وأيضاً على كتابة سيناريو مائي بيئي لمعالجة المرض العائد، ومحاسبة المقصرين، بسبب إهمال مشاريع تصفية المياه؛ وعليه فالحقيبة السياسية لا تحتمل مزيداً من العلل والمحن، لكي تنهض الحكومة بدورها، وإلا فالمظاهرات قادمة بثقل أكبر لا محال.
ختاماً: إن فيروس مرض الكوليرا، يمكن القضاء والسيطرة عليه، وحماية المواطنين من شره، ولكن متى نتمكن من القضاء على مرض القتل، والسرقة، والفساد، وهدر المال العام، ومضاعفاتهما! التي أدت الى ضياع البلد على يد ساسة هم ليسوا بساسة، بل مجموعة من، سموهم ما تشاؤون.