23 نوفمبر، 2024 12:18 ص
Search
Close this search box.

العراق في  السيناريو الأمريكي

العراق في  السيناريو الأمريكي

حسمت ادارة اوباما موقفها المتناقض إزاء الثورة المصرية الثانية/التصحيحية،على لسان وزير الخارجية جون كيري حيث قال (إن ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا ،وان الجيش خرج لحماية الشعب وتلبية لمطالبه في الحفاظ على الثورة وأهدافها )، بعد أن كان رأي الإدارة معاكسا تماما لهذا إبان أيام الثورة الأولى،وهذا الرأي لم يأت من فراغ ،بعد أن رأينا الموقف الأمريكي المتخاذل في بداية الثورة، حيث هددت ادارة اوباما بقطع المساعدات المالية عن مصر وقالت إن ما حدث هو انقلاب عسكري على الشرعية فما الذي حدث لتغير الإدارة رأيها بسرعة البرق وفي غضون أسبوع واحد فقط180درجة، أكيد إن وراء الأكمة ما ورائها ،فتسارع الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وتدهور وانهيار الأوضاع في العراق وتأخر المعارضة السورية في حسم إسقاط نظام بشار الأسد ،وظهور ثورة أخرى في تونس توازي ثورة مصر وتتناغم معها في إنهاء حكم الإسلام السياسي الفاشل وإبعاد المتأسلمين عن الحكم نهائيا ،وانفراج في المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية،وبروز حالة اضطرابات وتظاهرات في تركيا ،مع تصاعد حدة التهديدات الإيرانية وحزب الله لفرض أجندتهما في المنطقة كلها ،جعل من الضروري على ادارة اوباما أن تستخدم السيناريو الثاني العاجل في المنطقة ،السيناريو وكما أشارت إليه صحيفة الواشنطن بوست بافتتاحيتها الموجهة الى ادارة اوباما ،حيث حذرت الإدارة من ما سمته (كارثة ) تحل في العراق( من تهديدات أمنية لأمريكا) ،حيث طالبت اوباما بسرعة لوضع حد لهذا الانهيار الكارثي في العراق، من خلال توجيه تحذيرات لرئيس الوزراء العراقي وطلبات يجب تنفيذها قبل فوات الأوان ،منها (القضاء على الميليشيات الموالية لإيران وإنهاء دورها ،وإصدار عفو عن رموز السنة ومنهم  طارق الهاشمي والعيساوي والدايني وغيرهم،وإعادة التوازن في المناصب مع تلبية مطالب المتظاهرين في المحافظات المنتفضة ،والتفاهم مع الأكراد حول المسائل المختلف عليها دستوريا ،)،هذه التحذيرات جاءت كرد فعل أمريكي قوي جدا بل وهستيري على حكومة المالكي، بسبب ما حدث في سجني التاجي وأبي غريب من هروب جماعي لأبرز قادة القاعدة حسب وصف وزارة الداخلية العراقية ، حيث وصفته المرجعية  الدينية للسيد السيستاني بأنه (فضيحة بجلاجل)،مع تفجيرات إجرامية دامية طالت كل محافظات العراق ،وظهور نفوذ واضح للميليشيات الإيرانية صاحبه طلب احد قادة المجلس الإسلامي الاعلى هو المرجع الديني صدر الدين القبنجي في خطبة الجمعة يطلب فيها من المالكي تسليم الملف الأمني لمنظمة بدر ،وعرض حكام طهران المثير للجدل لحكومة المالكي أن ترسل 10( آلاف) من الحرس الثوري الإيراني للانتشار في العراق للقضاء على (الإرهاب) ،وتناس وبتعمد واضح مع تضليل وتجهيل الرأي العام ، أن من يرعى ويغذي الإرهاب هي إيران  بالدرجة الأساس، وباعتراف قادة الميليشيات التابعة لمكتب الخامنئي (تهجيرات ديالى وتفجيرات المقاهي والملاعب والأسواق وغيرها )، هذا هو الوضع الكارثي الذي تخشاه ادارة اوباما في العراق ،لذلك لابد من تغيير اللعبة هناك ،للحفاظ على ماء الوجه الأمريكي القبيح في العراق بعد سيطرة وهيمنة النفوذ الإيراني بالكامل على العراق ،فأرسلت رسالة عاجلة للمالكي ،الذي يواجه تهميشا أمريكيا واضحا، حيث وصفته جريدة الواشنطن بوست(أن المالكي يمثل الاستبداد الطائفي السياسي وانه متواطئ مع الميليشيات ويدعمها )،ومضمون الرسالة( تنفيذ شروط الإدارة الأمريكية بأسرع وقت )،في وقت وافق الكونغرس الأمريكي على دعم الجيش الحر بكل أنواع الأسلحة كورقة على انعكاس الأوضاع في سوريا على مجمل المنطقة والعراق تحديدا ،وأرسلت رئيس المخابرات السعودي بندر بن سلطان الى روسيا لإعادة تقييم الموقف الروسي وتليينه في الموضوع السوري،ولهذا ظهر بشار الأسد بكل صلفه وانهزاميته المخزية  وتبجحه الفارغ بالقول (بان النصر قادم )للتعبير عن انتصاراته الفارغة وبطولاته في قتل شعبه، بمساعدة حليفيه إيران وحزب الله ، ولا ندري عن أي نصر يقصد ،هل تحرير الجولان أم القضاء على بقية الشعب السوري بالسلاح الكيماوي وصواريخ ارض-ارض،بكل وضوح السيناريو الأمريكي القادم في العراق يشبه تماما السيناريو الأمريكي في مصر ،لاسيما وان التظاهرات العراقية توسعت بشكل لا يحتمل التأجيل في محافظات الجنوب والوسط والشمال ضد حكومة المالكي وأدائها الفاشل ،وهذا مؤشر على ضرورة تبدل الموقف الأمريكي وقناعته في العراق كما حصل في مصر وهذا الأمر أصبح مؤكدا، بعد عجز المالكي وحكومته المنهارة من معالجة الوضع الأمني بوصفه وزير الدفاع والداخلية والأمن الوطني والمخابرات، وتصاعد خلافاته مع حلفائه (مقتدى الصدر –الحكيم )الى العلن وبقوة هذه المرة ،جعل من تطبيق السيناريو الأمريكي في العراق ملحا ،ومطلبا أمريكي قبل أن يكون عراقيا ….

أحدث المقالات

أحدث المقالات