23 ديسمبر، 2024 6:46 ص

العراق فوق صفيح ساخن

العراق فوق صفيح ساخن

العراق ذلك الوطن المتجذر في قلب الشرق الاوسط، يمتد تاريخه عبر الاف
السنين .. ويتنوع شعبه الى اطياف عديده ..عانى من التقاطعات الكبيرة على
مر التاريخ .. قبل الاسلام كانت هنا المناذرة ، وفي الشرق منها الامبراطورية الفارسية وفي الغرب منها الغساسنة والامبراطورية الرومانية
.. فكان الصراع يدور فوق ارض العراق والشام ما بين الإمبراطوريتين ..
وكانت ارض العراق جزءا” من ساحة المعارك بين دول الحرب العالمية الثانية
، حيث كانت الدولة العثمانية وكانت بريطانيا العظمى ..
وحوصرت بغداد عبر التاريخ مرات عديدة وذٌبح سكانها أكثر من عشر مرات
، اضطر المحتلون احيانا” إلى الخروج من المدينة هربا من رائحة الجثث بعد قتل مئات الألوف من سكان بغداد .
وبعد سقوط الطاغية، حرصت (امريكا) على اقامة نظام حكم هش وضعيف ليسهل السيطرة والتحكم فيه ! وأمسى الانسان العراقي هو ارخص شيء في الوجود بفضل عصابة تلهث وراء نهب ثروات العراق وليس لها أدنى اهتمام بحياة المواطن وكرامة الوطن المستباح
وتتوالى صفحات الفساد، في كل مفاصل الحياة اليومية وتركيبة النظام
الطائفي الهزيل .. فضائح ترقى الى ابادة جماعية لشعب مستضعف لا حال ولا
قوة لديه
واصبحت نظرية المؤامرة هي الورقة التي تلوح بها الحكومة لمحاربة المنافسين لها واسقاطهم من اجل ديمومة الاستحواذ على خيرات الوطن والامعان في نهبه واستباحته.
والنتيجة التي وصلنا اليها ان العراق جسدٌ منخور ، يتسابق الاعداء الى ابتلاعه اقتصاديا” وسياسيا” واجتماعيا” ودينيا”، ومن ثم اصبح مثلا”
للقياس السيء بل الأسوأ في كل شعوب المنطقة والعالم
.. واصبح المواطن العراقي مهاجرا” عبر القارات يبحث عن من يمنحه اللجوء
لكي يمضي باقي سنوات عمره على أرصفة المدن البعيدة ..
وأصبح العلماء والمفكرون والنخب المثقفة تنتشر في ارجاء
المعمورة هروبا” من الجحيم والارهاب حيث فرق الموت والقاعدة تجول وتصول تحت مرأى حكومة المالكي، تهدد بالقصاص من كل من يفكر بالاعتراض على الواقع الفاسد.
اذن ما هو الحل !!
.تعلمنا من دروس التاريخ ان السقوط لا يمكن ان يستمر الى ما لانهاية ،
وكما سقطت بغداد حوالي عشرين مرة من قبل، ونهضت من جديد، فإنها قادرة على النهوض مرة اخرى، والأمة العراقية، أمة ولودة انجبت على مر التاريخ
مفكرين وعلماء وابطال اثبتوا جدارة وتفوق في مجالات كثيرة .. وليس أهم
وأغلى من الوطن حين يتعرض للاحتلال والهوان، عندها يرخص الغالي والنفيس
من اجل العراق
.. ومن اجل ذلك علينا ان نحرص على التغيير في الانتخابات القادمة لإنقاذ البلاد ونعيد للشعب حريته وكرامته .
أمامنا فرصة تاريخية لتحقيق رسالة مقدسة لمحاربة الفساد ورفع الظلم واسترداد الحقوق وتحرير العراق من العبودية واعادة الوطن الى مكانه الطبيعي بين الامم
هي فرصتنا من اجل الأرامل واليتامى والمساكين
فرصتنا لتحقيق انسانية الانسان بما يخدم نهضة العراق
حان الوقت لنقرر ان نكون او لا نكون، فليس من الحكمة ان نبقى في موضع
المتفرج على ما يجري في ارض الوطن، لا بد ان نساهم جميعا” في صنع
مستقبل العراق، فهو أمانة في اعناقنا ..ومن يؤمن بالعراق، عليه ان يتحرك
الآن ليشارك في الانتخابات القادمة لانقاذ الوطن قبل ان يلعننا التاريخ ونبقى في مقدمة الامم المتخلفة ..