19 ديسمبر، 2024 6:12 ص

العراق .. فلسطين ثانية!!

العراق .. فلسطين ثانية!!

ينتظر العراقيون بفارغ الصبر امتلاء النصف الأول من كأس التفاؤل بعد سنوات من الاحباط وقراءة الطالع بالمقلوب على كافة المستويات، بسبب سياسة الآقصاء و الملاحقة الشخصية و الحزبية على غرار ملفات قضائية يتم تفكيكها تدريجيا، و التي لن يكون آخرها تبرئة الشبيبي و علاوي من التهم التي وجهت اليهما في مرحلة سابقة، فيما يتوقع مختصون حسم ملفات أخرى ضمن برنامج ” عقلاني ” للمصالحة الوطنية ، بينما يبقى السؤال كبيرا عن الجهة القادرة على رد الأعتبار الشخصي و الاجتماعي للابرياء من السياسيين و المواطنين!!

لايجوز مواصلة سياسة التأجيل و حشر القضايا ببعضها فالحرب على داعش ستطول حسب التقديرات الأمنية، و الأوضاع تزداد سوءا في العراق على المستوى الاجتماعي و الأمني و الأقتصادي مقابل غياب القراءة الصحيحة للمتغيرات، فواشنطن لا تكشف عن جميع معلوماتها و مصادرها و أهدافها، ما يزيد من ضبابية المشهد الأمني في العراق، مع تساؤلات عن حقيقة تصميم التحالف الدولي على انهاء التنظيم، أم انه مشغول بأمن كردستان فحسب، و ما علاقة ذلك بتغييرات جغرافية خطيرة عبر ضم هذه المنطقة الى كردستان و تحويل الهوية الطائفية للخرى ، وهل ستتكرر نكبة 1948 في العراق، لأن مئات العوائل لم تعد تمتلك غير مفاتيح بيوتها التي احترقت أو تم تفجيرها أو مصادرتها!!أسئلة بحاجة الى أجوبة لا تفسيرات.

مشهد مخيف هذا الذي يجري في العراق و كأن مهمة ” داعش” محصورة في تغيير جغرافية العراق و بث العداوة و البغضاء بين شعبه و تدمير مناطق معينة، ما يجعل من تحميل جهة دون غيرها مسؤولية تمدد ” الجماعة” ظلم كبير، فضحايا التطرف هم ابناء العشائر في الانبار و صلاح الدين و ديالى و نينوى، الذين وقعوا بين نيران التعامل الحكومي ” الرخو جدا” و الدعم ” غير المعروف” لمسلحي داعش مقابل تهويل اعلامي لامكانيات خارقة، وكأنهم يستنسخون تجربة” بلاك ووتر ” من جديد، بينما واجب الحكومات حماية شعبها و ليس العكس مثلما يحصل في العراق و بنوايا غير صادقة جدا، فهناك من يروج لفكرة الحذر من تسليح العشائر لمنع رفعها السلاح بوجه الدولة و بهواجس لا تؤسس لشراكة حقيقية، أو ربما ” التشفي الطائفي” سيما و أن بعضهم يضع آهالي المناطق المنكوبة في خانة ” داعش” وكأن أبناء الجبور في الضلوعية و العلم و معهم اشقاء من عشائر أخرى لم يوقفوا زحف داعش و يكسروا جناحة الترهيبي.

الذين يراهنون على رحمة التحالف الدولي يغطون في نوم عميق، فنحن لم نستفق بعد من خرابه ودماره و تفكيكه للدولة المدنية في العراق، ما يجعل من العودة الى أخوتنا عنوان المواجهة الحقيقية، خاصة وأن أقطاب التحالف تعلنها جهارا بأن مسؤولية مسك الأرض على عاتق العراقيينن و هي قراءة صحيحة، لأن أحدا غير التحالف لا يعرف هوية داعش ونواياه، التي ليست منسجمة مع تطلعات العراقيين، و لتحقيق ذلك يجب التعجيل باستعادة الثقة بين المواطن و القوات الأمنية ونشر ثقافة المواطن لقتل الطائفية و تحريم أخذ الناس بالشبهات، والعمل على عودة النازحين الى ديارهم لكي لا تبقى مناطق قتل تستوعب كل المغامرات، فبدون انتفاضة أبناء العشائر ستبقى الحلول في منتصف الطريق و يبقى الوطن محصورا بين بغداد ” المنطقة الخضراء” ومحافظات الوسط و الجنوب في سابقة تاريخية خطيرة جدا، لأن قلب العراق ينبض بشريان يمتد من الفاو الى زاخو، كانتماء عراقي لا خرائط قومية و طائفية ابتلانا فيها التحالف الدولي قبل 11 عاما، ورغم ذلك ينتظر بعضهم منه خيرا، فيما فاقد الشيء لا يعطيه!!

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات