22 نوفمبر، 2024 2:31 م
Search
Close this search box.

العراق فرديّ وزوجيّ من نبو خذ نصر إلى عبود قنبر

العراق فرديّ وزوجيّ من نبو خذ نصر إلى عبود قنبر

آخر إنجاز استطاعت حكومتنا العتيدة والعنيدة والتّـــليدة والسّــعيدة والمجيدة والفريدة والوحيدة، تقديمه لشعبها المحروم والمكلوم، هو أنّـــها أصدرت قراراً يقضي على جميع أصحاب السّـيّارات بالإلتزام بنظام الفرديّ والزوجيّ، وسيتمّ العمل به، من يوم غد السّــبت.
لاشكّ أنّ الموضوع في غاية الخزي والعار، ولا ندري أين تكمن فلسفته العظيمة؟ وكيف تتبجّــح بمثل هذا القرار (الأرعن)؟! ولا ندري هل أنّ السّــيّـــد المالكيّ وفريقه، وبقيـّـة السّاسة الأشاوس سيلتزمون بهذا القرار المجيد، شأنهم شأن بقيـّـة عباد الله، وهل أنّ سيّارات المنطقة (الغبراء) التي يقطنونها، مشمولة بهذا القرار؟ أم أنّها تعمل وفق برنامج (كِلمن بكيفه، وبيتنه ونلعب بيه، شلهه غرض بينه الناس)؟!
لعل الأوفياء جدّاً، للعراق الجديد جدّاً، أنصار (التّــيمقراطيـّـة والتّــعتـتيـّـة) سيتّهمونني بالتطرُّف والمغالاة في التّــنكيل بالحكومة والعمليـّـة السّياسيـّـة، والوقوف في صفّ (الحايط)، لأنّ ما أقدمت عليه الحكومة – بنظرهم -، هو إجراء جدّاً طبيعيّ (من الشجره للخلاّط) ولا ضير فيه، لأنـّـه سيساهم في إنعاش الدّورة الدمويّة للأمن العراقيّ، وأنّ الحكومة بأمس الحاجة إلى هذه الإجراءات الإحترازيـّــة (الفَلْته)، لأنّ يساعد في تقنين عمل الإخوة (الإرهابيين) وتنظيم برامجهم، وهذا ما سيأتي بالنّــفع الأكيد على عامّة الشّــعب، فالتّــفجيرات، لن تكون عشوائيـّــة كما في السّابق، بل ستكون حسب جدول (الزوجيّ والفرديّ)، أيّ أنّ كلّ عراقيّ سيتمكّن من معرفة مكان وزمان موته، حسب تعليمات الحكومة الموقّرة!
وتأسيساً على هذا القرار العظيم للحكومة الموقّرة، نتمنّــى تعميم القرار (الفرديّ والزوجيّ) أيضاً على طائرات المسؤولين الأبطال، الذين يسافرون كثيراً مع عوائلهم، خدمةً للعراق العظيم، ويُمكن تخصيص اليوم الفرديّ، للمسؤول الذي يُريد أن (يِشْلَعْ) بمفرده، أمّا اليوم الزوجيّ، فيكون للمسؤول الذي (يِشْلَعْ) مع زوجته، لترميم العمليـّــة السّياسيـّــة خارج العراق.
وطبعاً ستخضع التّــظاهرات أيضاً لقانون الفرديّ والزوجيّ، وهنا لابدّ على الأستاذ الحبيب والأخ العزيز شمخي جبر أن لا يجعل يوم التّــظاهرات القادمة، ضمن الجدول الزوجيّ، حتّــى لا نصبح (أزواج) ويتمّ منعنا كما حصل في المرّة السّابقة، وكما يقول المثل (الحكومة التجيك منها ريح، غيّرها واستريح).
ملاحظة مهمّة: الأخت الفاضلة حنان الفتلاويّ، تقول: إنّ (800) ضحيـّــة من الأبرياء قضوا في هذا الشّهر، هو إنجاز كبير للسّــيّـــد المالكيّ، لأنّ العدد كان في الشّـهر السّابق (1000) ضحيـّــة!!
ولأنّ هذه الأرقام زوجيـّــة وهي الـــ(1000) والـــ(800)، فقد جاء القرار الحكوميّ العظيم، لتتمكّـن الأجهزة الأمنيــّــة الصّارمة، التي قمعت التّـظاهرات السّـلميـّــة من تقنين الموت العراقيّ، ليكون عدد الأبرياء المغدورين في الشّـهر القادم (700) ثمّ (600) ثم (500)، وفق نظريــّــة (العافية بالتداريج) والتي ذكرتها موسوعة (الموت الأغبر.. في إستراتيجيــّــة عبود قنبر).

أحدث المقالات