17 نوفمبر، 2024 7:47 م
Search
Close this search box.

العراق على اعتاب الثورة

العراق على اعتاب الثورة

في الامس كان العراقيون ينتظرون ان تصحو ضمائر من تولوا زمام المسؤولية و ان يفوا بوعودهم التي لا تنتهي و ضلوا صابرين على مضض و محافظين على تسلسلهم تحت خط الفقر و امام اعينهم يتدرج الرؤساء و الوزراء و النواب اللذين انتخبوهم في قوائم اغنياء العالم حتى لم تعد اموال العراق قادرة على تحمل رواتبهم و امتيازاتهم و نفقات الحماية و السكن دون ان ننسى الراتب التقاعدي نظيرا لخدمتهم الجهادية في محاربة فساد النظام السابق ! اما اليوم فلم يعد للصبر نتيجة فهم اخر من يفكر المسؤول بخدمتهم و تحقيق مطالبهم .

لم يكن الشعب وحده من تحطمت احلامه بل حتى الكتل السياسية ايضا تحطمت احلامها في البقاء جاثمة على صدر الشعب فمن كان يختبئ خلف عباءة المرجعية و يدعي كذبا انه ابنها البار و الحامي لحقوقها نجده اليوم في صدمة شديدة بعدما بدأت المرجعية بتكرار ضرورة محاربة الفساد حتى وصل الامر الى دعوة الكتل و السياسيين الى تنظيف مكاتبهم من الفاسدين و هو دليلا لا يقبل الشك او التفسير على ان المرجعية تعلم انهم جميعا تورطوا في الفساد بل اشارت الى ما هو اخطر عندما صرحت ان الصبر بدأ ينفذ و هو جرس الانذار الاخير لمن يتجاهل دعوات المرجعية او الشعب و خصوصا من وصف دعوات الاصلاح و محاربة الفساد بالزعيق اضافة الى من اتخذوا من المرجعية سبيلا للوصول الى مصالهم فالمرجعية لا تقف مع احد سوى الشعب و من اراد ان يمثلها عليه قبل ذلك ان يمثل الشعب و يحقق مطالبه و هنا يجب الاشارة الى ان المرجعية عندما اوجبت قتال الارهابيين خرج الالاف تلبية لندائها فما بالك اذا دعت الى الخروج ضد الفاسدين و لكن اكثرهم لا يتفكرون .

و لا نفع من ذكر من كانوا يطالبون بحقوق المهمشين فقد اخذوا نصيبهم من كعكة العراق و لم تسلم حتى اموال النازحين من جشعهم تاركين النساء و الاطفال و الشيوخ في العراء لا ماء و لا غذاء و قبل ذلك تركوا محافظاتهم و لا ننسى من جائوا مع شعار الدولة المدنية و استغلوا المثقفين حتى اوصلوهم الى مقاعد مجلس النواب ليبدأ سباتهم بعدما ملؤوا الدنيا ضجيجا ضد الفساد و اعلنوا تشكيل اللجان لمكافحة الفساد و كشف الفاسدين و لعل ابرزها لجنة فلان لكشف الحقائق و لم نرى بعدها الحقائق و اختفى فلان ؟ ! .

اعتقدنا جميعا ان الضوء الذي في نهاية النفق هو ضوء الامل الذي انتظرناه منذ عام 2003 حتى خرج علينا معالي وزير الكهرباء ليفاجئنا ان هذا ضوء الكيزر او السخان الذي نسينا اغلاقه مثلما نسينا اغلاق صفحات الفساد السوداء التي جاءت به و غيره من الفاسدين و التي دمرت العراق و نهبت امواله و شعبه و وضعته على طريق الافلاس و الاستجداء من دول العالم لتغطي نفقات الفاسدين تاركين الشعب امام خيارين لا ثالث لهما اما عبدا لداعش و ارهابها او عبدا للعملية السياسية و فسادها لكن شعبا مثل شعب العراق لا يقبل ان يقرر ارهابي او فاسد مصيره فقرر اشعال شرارة الثورة بعدما رمى العيب و الحرام و راء ظهره وصار على يقين ان الحقوق تأحذ و لا تعطى و قرر استعادة السلطة التي هو صاحبها ممن خانوا الامانة و العهد و لم تعد تنفع حلول الحكومة الترقيعية بإقالة هذا الوزير او اعفاء غيره فالعراق و شعبه على اعتاب الثورة.

أحدث المقالات