23 ديسمبر، 2024 8:35 ص

الجهل التأريخي والجغرافي يسود , تستغله القِوى الطامعة بالبلاد , وتنطلق بطروحاتها الوهمية , لتقنع الجاهلين بأن العراق سيموت.
وتأريخه يؤكد قدراته المطلقة على الصمود بوجه أعتى صولات العدوان والتدمير , التي تلاشت وانتهت وبقي العراق عراقا.
وما يواجهه اليوم لا يعني شيئا بالمقارنة بما واجهه على مر العصور من هجمات , كانت تريد محقه وإزالته من الوجود , لكنه أزالها ومحقها ودفنها في رمال النسيان والهوان.
ولسوف يطمر هذه المرحلة بما فيها من الفساد والعدوان والإمتهان , وسيتحرر من قبضتها كما تحرر من مئات أمثالها وأقسى وأغدر.
فلن يتقسم العراق إداريا ولا طائفيا ولا عرقيا ولا مناطقيا , ولن يدوم فيه إلا التعرق والتشابك والتواشج والتواصل والإنتماء المطلق لترابه الأصيل.
العراق لا يقبل القسمة إلا على نفسه , وهذا ما يحكيه لنا تأريخه , ومقارعاته للخطوب والدواهي والعوادي , التي جابهها عبر سِفره المقدام في مسيرة القرون الجسام.
فالذي يريد الإضرار بالعراق سيقع في ورطة مصيرية نكلفه وجوده , وسيخسر حتما ويغيب , فاسألوا الإسكندر وهولاكو وقادة العدوان عليه أيا كانوا.
وفي عصرنا ستفعل قوانين خلود العراق بمَن يريد النيل منه , سواءً كانت قوة إقليمية أو عالمية , فقوانين خلوده وتماسكه فاعلة في جميع الأزمان ومنذ الأزل.
ولهذا فأن التفاؤل المطلق الراسخ بأنه باقٍ , له مبرراته وما يعززه , فالتأريخ أصدق مقياس ومجيب.
وعاش العراق وطنا للجميع!!