19 ديسمبر، 2024 6:45 ص

العراق ضحية في جب أخوته العرب

العراق ضحية في جب أخوته العرب

(( أن التأريخ العراقي يعيد نفسه الآن وهو يصارع موجات بحر الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد المتمثلة بالتظاهرات المطالبة بالإصلاح الحكومي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري بعدما همشت هذه المنظومة الحكومية المتعاقبة دور المواطن العراقي وجعلت من شرائحه الاجتماعية تحت خط الفقر وعندما انطلقت شرارة هذه المناداة بالإصلاح وصرخات الرفض للواقع راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى في شوارع العراق ومحافظاته كقناديل الليل تضئ ليالي العراق المظلمة من حياة العراقيين فأن أصابع اللوم والعتب والأسف المر كالعلقم والشوكة المؤلمة في صدور العراقيين توجه إلى أخوة العراق ومحيطه العربي وشعوب العرب الذين طالما أتموه بأنه بعيدا عنهم وعن أسرتهم العربية لكن بعد هذا الصمت المطبق والتجاهل لما يدور على الساحة العراقية الآن وعدم مد يد العون ولا الرغبة الحقيقة في الانتصار للشعب العراقي في هذه الظروف وما سبقت من ذلك من الحرب الشرسة ضد الإرهاب حيث وقف لوحده يقاتل نيابة عن أخوته في ساحات القتال وقد شهد له العالم بالبطولة لأبنائه وهذا ديدن الشعب العراقي يواجه المصاعب لوحده دوما حيث كان يترك لمصيره أمام نظر أخوته العرب بدون ناصر أو معين فقد كانوا متفرجين أو متشفين به على العكس ما هو مطلوب منهم وهو احتضانه وانتشاله من المصاعب وأزماته بل كان موقف كثيرا منهم مساهما في قتل الشعب العراقي والتدخل المسيء في شؤونه الداخلية والخارجية ومحاولة الإملاء الكثير من المواقف والمصالح على حكومته التي يؤخذ عليها الضعف والمحاباة والاعتماد على ما يمليه عليهم محيطهم الخارجي والإذعان له على حساب مصالح الشعب العراقي حيث ساهموا في الإبقاء على هذا الوضع الهش المتردي الحالي والقلق خدمة لمصالحهم خوفا من امتداد رياح التغير ووصول كرة النار المتدحرجة بلهيبها إلى بلدانهم وصون كراسيهم منها بعيدا عن إرادة مصالح شعوبهم وليبقوا العراق في الظلام الدامس لبئر العرب التي القوه فيها من خلال التآمر عليه وتضيق الخناق على شعبه وتركه لوحده يصارع مشاكله حتى يمرروا مشاريعهم السياسية والاقتصادية . السؤال إلى متى يبقى العراق وشعبه يدفع فاتورة ثمن أخطاء حكامه السابقين ومغامراتهم اتجاه الآخرين ومطامع ومصالح الدول المجاورة والطامعين بخيراته التي لا تنضب وهو يسدد بين الحين والآخر حسابا غاليا على أبنائه وهي الدماء الزكية التي يضحي بها على طريق الحرية واستنزاف طاقاته البشرية والمالية ومتى يحين لأخوته انتشاله من البئر التي حُبس بها على مدى قرون كثيرة وهو يعاني الجفى والخذلان في مواطن كثيرة من المصاعب والمحن وإلى متى يستطيع الصمود والتحمل أمام هذه الطعنات المؤلمة التي يلاقيها في ظهره من بعض أخوته العرب وهو المتهم دوما الابتعاد عنهم فلا بد لهم أن يخرجوه من محنته ليكون معافى سليما تحت جناحيهم وهم يعرفون مدى قيمته بالنسبة لهم )) ضياء محسن الاسدي

أحدث المقالات

أحدث المقالات