لكل حادث حديث وحديثنا في العراق ذو شجون طويل فالقياسات الوطنيه تلاشت وبيع الوطن بشعارات طائفية ووظائف وامتيازات فسقطت نظرية ادارة الدولة العراقيه لخدمة المواطن والوطن كي نرنفع الاصوات النشاز والتي تقتاد حشائش الاديان والمذاهب الشاذه لتتطابق مع افكار شاذة مهزوزة ضعيفة لاتكاد ان تسجل نصرا او موقفا وطنيا واحد في ظل الازمات المتراكمه والخروج من عنق الزجاجة والاحتقان الحزبي للافكار الفوضوية والعشوائية الانتقائيه ان الاسباب لسقوط الشعور الوطني كثيرة وليس كبيرة بمفرداتها وان كل تلك الاسباب برغم مسبباتها وبرغم منطقيتها وقناعتها الكبيرة الا انها قد تحتاج الى توضيح في الفكر الوطني والبناء المني للدولة العراقية والتي بنيت خطا بعد عام 2003 وهذا لايبرر صحتها قبل ذلك او شرعيتها ولكن كانت تسمى دوله وجيش وطني وسياده حقيقية وان كانت هناك طائفية مبطنه فهي في حدود ضئيلة جدا يصعب التنقيب فيها لانعدامها مع الحس الوطني العام ان ما حدث في العراق ليس جديدا وان كان غريبا الا ان له اصول تاريخية واختلافات بعيد لاتمت الى الواقع بصله لا من بعيد ولامن قريب ؟ واذكر قصة لاحد الحكماء انه قال : تشاجر رجلان فقال احدهما ان الحق للامام -ع- في الخلافة ؟ والاخر قال ان الحق للخليفة ابي بكر-رض- في الخلافه ؟ ووصل الامر الى العراك والاشتباك بالايدي مما دعى الشرطه لاعتقالهما وعند مثولهما الى امام القاضي سمع منهما ما قالا ؟ فقال : الان اريد ان يحضرا الامام علي والصحابي ابي بكر فقال الحاضرون انهم ماتوا منذ قرون ؟؟؟؟؟
فامر القاضي بحبسهما وقال اذا كانا قد ماتا وهم اصحاب الخلاف فما علاقتكما انتما فسجنهما ؟؟؟؟ فعندالتغيير عام 2003 جاء الحزبان نفسهما ليتصارعا عن الحقوق والخلافات القديمه بين الصحابه وكل حزب وضع ايديولوجية وتحريض طبعا لا اقول استقلالا وانما بالارتباطات الخارجية كي يتصارعان ليكون الشعب العراقي ضحية لقضايا مرت عليها الاف السنين ؟ ان الفكر الشيعي المتطرف جعل من السنه كفارا ونواصب كما ان التسنن السلفي الوهابي جعل من كل الشيعة روافض ماقتين للصحابه الكرام وما تقسيم برايمر او التوازن في الحكومه الا جزء من المشروع التقسيمي والشعور بالانتماء لهذا المسوؤل او هذا الحزب وليس الولاء للوطن او الارتباط بالارض فصار الولاء للفكر الشيعي المتطرف والسني التكفيري سمه خاصه ومما عزز ذلك التدخل في العراق من قبل دول منسوبه للتشيع والتسنن ولكنها تعمل باجندتها بعيد عن التشيع والتسنن الحقيقي ولان الاحزاب تبحث عن قواعدها وعن انصارها فلا بد من ان تطرح ما يدغدغ المشاعر الدينية والاعتقادات لغرض التاثير كما ان هماك تيارات متشدده ضغطت على بعض الدول باتجاه الطائفية والدينية ودفعت بها لغرض تعزيز ودعم التطرف ومحاولة اثبات الوجود عن طريق التفجير والانتحار والقتل العشوائي وطبعا تحقق ذلك بواسطة حواضن دينية خائفه لاتمت الى الوطن بصله فانتزع الوطن من العقول الطيبة ليحل محله الدين المذهب وبالتالي الارهاب والتكفير فتقسمت بغداد الى مناطقية والى حدود وكل اخذ يحمي حدوده وقد تصل الى فروع سنيه وفروع شيعية كما ان الاسر العراقية تقسمت ايضا كذلك ونتيجة كل ذلك لم يكن للمواطن اي راي وانه مجرد اله تحركه الاحزاب والكتل والتيارات ورجال الدين الاغبياء لا غراضهم الدنيوية ولا ستغلاله اسوء استغلال ؟
ومما عزز الفكره الطائفيه في العراق هي القنوات المتطرفة من كل الاطراف والتي اسستها الاحزاب من نفط العراق وثرواته المهدورة كي تشعل به نار الفتن الطائفيه كما ان هناك جهود وان كانت ضئيلة وقليلة الا انها لعبت دورا هاما ووطنيا في اطفاء الوهج الطائفي والاحقاد وحلحلة الازمات ومخاطبة الزعماء السنه والشيعة بلغة الوطن والوطنية ومنها قناة البغداية الكريمة مشكورة بكادرها الشريف ومؤسسها العراقي الوطني الدكتور عون الخشلوك بمبادرات كثيرة ولكن للاسف يبقى النفس الطائفي قويا مادامت الاحزاب الطائفية في السلطة تؤجج كل حادثة وتؤولها طائفيا ومنها قناة افاق والرافدين وبغداد والانوار 2 وغيرها من القنوات التي لاشغل لها سوى التاجيج الطائفي المقيت ان العراق وطن واحد بعربه وكرده بكل اديانه ومذاهبه ولن يكون اوطانا كثيرة باذن الله ولن تنطلي لعبة الاحزاب المكشوفه على شعبنا الكريم وقبل تطهير البلد من داعش لابد من كنس البلد من نفايات التطرف والارهاب للاحزاب الغريبة على شعبنا الكريم الابي الواحد والان بدات بوادر تراجع الطائفية من قبل بعض القادة بتصريحاتهم الوطنية ونتمى ان لاتكون خدعة جديدة لتعزيز حاله طائفية مبطة جديدة تضطهد الاخوه باسم الدين والمذهب ؟