17 نوفمبر، 2024 7:45 م
Search
Close this search box.

العراق شامخا لا ينحني

العراق شامخا لا ينحني

ينحني نخيل العراق بشموخ, يكفكف دموع الأيتام, يواسي العوائل المنكوبة من جراء الإنفجار, قلوبها تحمل دموع وحرقة, و ألام الفراق, لأعزاء تم فراقهم, بعد نيل الشهادة, دفاعا عن  بلد حبيب, يحتوي المصائب, رجاله عاهدوا الباري والشعب على النصر.
     تتناثر الأشلاء يغطيها تراب الجدران المشتعلة, والدخان الأسود يرسم لنا صور المآسي, وشهامة الشهداء, يتحدون الإرهاب لا يهابون الموت, قلوب  تعتصر من شده الألم, يحملون رسالة آل بيت الرسول (عليهم السلام), والشهادة على أثر جرائم ينفذها الحاقدين, بإرثهم الدفين الأموي لسلفهم, الذي ألهب قلب الإمام الحسين (عليه السلام), من شدة العطش وقطع كفي أبا الفضل العباس(عليه السلام), على ضفاف نهر الفرات, الذي لازالت الأمواج تحمل المأساة التي أججتها  الدماء, التي  سالت من شهداء سبا يكر.  
    نقلتنا الأحداث والتجارب, رغم مرارتها وتأثيرها على النفوس, إلى مرحلة جديدة هي إنتصارنا في الحرب النفسية, التي يشنها أعدائنا حيث وحدتنا, ونجحنا بإدراك خطر عدونا, الذي لا يفرق بيننا, يستهدف الجميع, خدع إخواننا في المنطقة الغربية, و إستحوذ في القوة أو الظلالة, على أهلنا في الموصل .
      وسط الأحزان والمآسي للبلد والشعب الصابر, يأمل الفرج من الباري, وإستقبال النصر وألم المصائب التي حلت بالبلاد, إنها عصابات كفر وإرهاب, وسط قدرات دولة وجيش وحشد شعبي, ومساندة دول عظمى, لماذا هذا التهاون؟ لماذا لم يتم تعبئة الرأي العام  ضد ما عبثت به (عصابة داعش) الإجرامية, في المنطقة الغربية من العراق ومدينة الموصل؟  ولكن تشن الحملات  ضد القوة المحرر والجيش المساند, الباحث عن الشهادة بعيد عن مغريات الدنيا لتحقيق النصر, و يصيغ مفرداتها ساستنا والقادة, الذين بيدهم زمام الأمور, لذا يقف العقل في حالة الذهول.   

جريمة تفجير الكرادة ليست هي الأولى, بل هي استمرار للأحداث الدامية التي يمر بها البلد, يحاول عدونا تشتيت الشمل, وخلق حالة الإنهيار الشعبي في الداخل, لنقل المعركة من المناطق المنكوبة إلى الوسط والجنوب, بعد أن أصبحت نهايته قريبة جدا, بالهزائم المتتالية أمام أبطال القوات المسلحة, ومتطوعي الجهاد الكفائي, الذي شمل كل أبناء البلد, لثبوت وحدة الشعب الصامد.   

 إلتمسنا ثقافة الشعب, لتجاهل الأصوات المنمقة, التي تريد دفع البلد, للتخلف عند ضجيجها, بمواقع التواصل الإجتماعي, أو في ساحات الأحداث, رغم رقتها والدموع, التي خدشت الخدود,  و لم تثير الإهتمام لأنها باطله ومأجورة .
    أرواح الشهداء والواجب الوطني المقدس, يحتم علينا تحرير كل شبر من أرض العراق, من دنس الأشرار والكفرة, المتمثل في عصابات داعش وغيرها, دفعت بنا بسبب أخطائنا, أو أخطاء من جعلنا ثقتنا بهم .
    تحرير العراق يحتاج لدماء تروي تربة البلد, أمانتا بأعناقنا, نحملها ليوم الدين لا تهاون بها, ولا مساومة عليها, وحين يكتمل التحرير, ونجعل من الجيش والقوات المسلحة سور يحمي حدود البلد, من أي تدخل خارجي, تجمعنا طاولة العتب والحوار بنشوة النصر, وينكشف الصالح من غيره,  ويحكم الشعب لينال العابثين بمقدراته, ما يستحقونه من جزاء, جراء أعمالهم فصبرا لما هو قريب.      

أحدث المقالات