في الأمس جمعتني صدفة الطرق بصديق غاب عن خاطرة الأعين ما يقارب ست سنوات وبعد حرارة في التحايا وسباق لمعرفة إخبار الأخر وكيف ولماذا واين وكل أدوات الاستفهام قد استنفذت في دقائق الرصيف الذي أرخ لنا اللقاء والموعد والعادة تشظى الحديث وانتقل من الإفراد والأسرة إلى الأصدقاء وأزمان الدراسة لنحط برحال الكلام فوق أروقة السياسة والتي أصبحت كقارورة مدمن لاينفك من همومه إلا وجرعتها في فمه ,سياسة وتصريحات وتضارب في الآراء وغموض في الرؤيا واذا برلمان منعقد لا ينقصه إلا قراءة أولى وثانية فضلا عن المكان الذي عقدت فيه الجلسة ليس تحت قبة برلمان بل كانت تحت مظلة انتظار الباصات ,وهكذا تفتح الملفات وتغلق اخرى وصديقي يسرد في الأمنيات والمخاوف مابين المشهد السياسي المضطرب وخطورة الأوضاع ومابين الانتخابات القادمة التي اعتبرها البادئة الحقيقية للخروج والتخريج من المماحكات السياسة وما تلاها من فساد وتلاعب وتدهور مبينا اننا لو استخدمنا هذه الورقة بشكلها الصحيح فقد دفعنا البلد إلى الإمام بعيد عن أعناق الزجاجة بأعتبار إن الإقبال على الانتخاب واختيار الأنسب هو مقدمات لتجارب ديمقراطية اكبر من جهة ومن جهة اخرى فقد قطفنا ثمار الصبر والتضحية التي اقتضمت من عمر التغيير عشر سنوات ,ذهب الى طرقه بعد ان اثلج صدري بحرصه العالي والشعور النضاح بالمفردات الوطنية التي طالما حاول البعض من شرذمتها وتحويلها الى سبة وانتقاص غير إن هذا البلد قد وضعت رعاية الرب فيه وإرادة السماء على أرضه برغم من هول التحديات وشهية أعداء العراق في قلب المفردات السامية والشفافة التي يمتلكها هذا البلد الطيب الأمين .
بقي من القول شيئا إن حساد العملية السياسية العراقية والباكون على بقاء العراق قويا ستنهار مكائدهم فوق صخرة الوعي العراقي وايمان الناخب العراقي بأن العراق سائر الى التغيير وقد فهم الشعب الدرس وهضم المفردة سيضعون الأبواب إمام الغرف المتخمة بمشاكل الواقع وسيأتون ببسلم الشفاء عبر صناديق الاقتراع .